الأحد - 06 اكتوبر 2024

قراءة في خطاب الولي الفقيه..!

منذ أسبوعين
الأحد - 06 اكتوبر 2024

الشيخ جمعة العطواني ||

 


الاربعاء ٢٥/ ٩/ ٢٠٢٤

ربما لم يجد المتابع لخطاب الامام الخامنئي ثمة جديد في مضامينه، وربما كان البعض يتوقع ان يكون الخطاب ( استثنائيا) بما يتناسب مع استثنائية الحدث الذي تعيشه المنطقة وجنوب لبنان تحديدا .

لكن الذي غاب عن بعض المتابعين، اننا لن ننتظر اكثر من التاكيد على مواقف الجمهورية الاسلامية السابقة الداعمة لمحور المقاومة بكل امكانياتها (العسكرية والامنية والإنسانية، فضلا عن الدبلوماسية والسياسية )،

بمعنى ان مستوى الدعم الإيراني قد وصل إلى اعلى سقف المساندة، فلا جديد لديها تقدمه اعلى من هذا وهو القمة في الدعم.

ان الجمهورية الاسلامية تقف بكل امكانياتها مع محور المقاومة، وهي الدولة ( الوحيدة) من بين الدول الاسلامية فضلا عن العربية التي وقفت مع المحور بقدر وقوف أمريكا مع الكيان الغاصب،

فايران نظيرة لاميركا في دعم المقاومة بمقدار الدعم الأمريكي للكيان الغاصب، فماذا عسى أن تقدمه أمريكا للكيان اكثر من هذا، وماذا عسانا أن نسمع من موقف أمريكي رسمي اكثر من هذا؟.

ثم ان الامام الخامنئي والجمهورية الإسلامية لديها الثقة بحزب الله من حيث الايمان المطلق بحقانية القضية، وذوبان رجالاته بقدسية المعركة وحتمية النصر .

كما ان الامام الخامنئي والجمهورية الإسلامية لم تنتظر اندلاع حرب لتقديم الدعم والمساعدة إلى رجالات الله في جنوب لبنان،

بل انها لم تنفك لحظة في تقديم كل الدعم ( المطلق) لحزب الله إلى درجة الاكتفاء الذاتي من القدرات العسكرية والاستخباراتية، فمنذ لحظة انتهاء حرب تموز بنصر (الهي) وبدعم غيبي لتحقيق النصر كان رجالات الامام الخامنئي حاضرة في عمق الجنوب اللبناني لدراسة المعركة وعوامل نجاحها، والنقاط الرخوة في القدرات العسكرية استعدادا للمعركة القادمة .

لهذا نجد التطور النوعي في هذه القدرات العسكرية التي تجعل سيد المقاومة السيد نصر الله يتحدث بثقة عالية مع العدو، بان المعركة القادمة ستصل إلى ما بعد، ما بعد، ما بعد حيفا، وهذه صواريخ نصر الله تدك تل ابيب، وتصل إلى مقر الموساد هناك، فضلا عن مرابض الطائرات والصواريخ والمصانع العسكرية الصهيونية.

دعم الجمهورية الاسلامية بالإضافة إلى قدرات حزب الله الذاتية هي التي جعلت اكثر من مليون صهيوني يلجأون إلى الملاجيء منذ اول صافرة انذار يطلقها العدو.
قدرات حزب الله ودعم الجمهورية الإسلامية هي التي جعلت صواريخ نصر الله تنطلق من ركام القصف الصهيوني على قرى جنوب لبنان لتدك معاقل العدو في شمال فلسطين المحتلة .

صواريخ نصر الله ( الولائية) هي التي شلت الحركة اليومية للكيان الصهيوني، فامر قادة الكيان بتعطيل المدارس ونقل المستشفيات إلى الملاجئ .

صواريخ نصر الله (الولائية) هي التي جعلت العدو يتوسل بامريكا وبقية الدول المنحازة معه للقبول بوقف إطلاق النار مع حزب الله والعودة إلى ( الشريط الأزرق) الدولي،

بعد يومين من المواجهة فقط، ويريد الاتفاق مع حزب الله بمعزل عن غزة، ولكن هذا (عشم ابليس في الجنة)،

فحزب الله يخوض حربا تاريخيّة دفاعا عن شعب وأرض فلسطين ومقدسات المسلمين هناك، وليس حربا بينية مع الكيان الصهيوني فحسب .

من هنا يجب أن نفهم ( الاسترخاء ) و( الثقة ) بحتمية النصر على لسان الامام الخامنئي دام وجوده الشريف في المعركة الدائرة في الجنوب وفي غزة.

ومن هنا نفهم حالة الهدوء والطمأنينة في خطاب ونفسية وروح الامام ، فهو والنصر كمن راه راي العين، لانه يرى بعين الله ويسمع صوت النصر الالهي بعين بصيرته الثاقبة وثقته بالله، لانه يؤمن بوعد الله تعالى ( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم)