كيف يفكر خامنئي وكيف يفكر الشعب العربي؟!
زيد نجم الدين ||
كيف يفكر خامنئي:
يُظهر خامنئي التزامًا عميقًا بمشروع المقاومة “الأكبر” والذي يمثله تحرير القدس وكامل الأراضي المحتلة وزوال اسرائيل بشكل تام. بالنسبة لخامنئي، فإن القضية الأهم هي الهدف الأعلى،
وهو القدس وفكرة المقاومة، وليس الأشخاص أو القادة الذين يقودون تلك المقاومة. من هذا المنطلق، قد يرى خامنئي أن التضحيات، بما في ذلك تقديم القادة البارزين والمقاومين كقرابين، تكون مبررة إذا كان ذلك يخدم الهدف الاستراتيجي الأكبر.
هذه النظرة يمكن فهمها بأنها مستوحاة من الفكر الشيعي، وخصوصًا من “العقيدة النجفية” التي ترسخ الإيثار والتضحية بالنفس في سبيل الهدف الأعظم. خامنئي، الذي حمل السلاح وخاض تجربة الحرب والصراع السياسي على مدى عقود،
بلا شك يرى العالم من خلال عدسة البقاء والهدف الاستراتيجي الذي يتجاوز الأفراد. هذه العقلية تضع القدس والمقاومة ضد إسرائيل في مقدمة أولويات خامنئي، مع إيمان قوي بقدرة المشروع على تحقيق أهدافه حتى لو تطلب ذلك تضحيات كبيرة.
كيف يفكر الشعب العربي:
الشعوب العربية متباينة في أفكارها وسياساتها تجاه المقاومة والمشاريع الإقليمية. العديد من العرب يدعمون قضية فلسطين والقدس من منطلق قومي وإسلامي،
ولكنهم قد لا يشاركون خامنئي نفس رؤية التضحية بالقادة أو اتخاذ خطوات قاسية تجاه الأفراد. الشعب العربي عامة يميل إلى احترام القادة الذين يظهرون صلابة وصمودًا، ولكن يتوقعون أن يكون هناك توازن بين الحفاظ على المقاومة وحماية القيادات البارزة التي تمثلها.
لذلك، بينما ينظر خامنئي للمشروع من منظور عقائدي كبير، قد يرى الكثير من العرب المقاومة باعتبارها ترتكز على أسماء معينة مثل سليماني ، هنية أو نصر الله، ويرون في خسارة هذه الشخصيات ضررًا كبيرًا للمشروع نفسه.
هذا التباين يعكس الفروق بين التفكير الاستراتيجي البعيد المدى الذي يمثله خامنئي والتفكير العاطفي أو القومي الذي يميز الشعوب العربية.
زيد نجم الدين