الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

بحال اندلعت الحرب، ستتحول المنطقة إلى رماد..!

منذ أسبوع واحد
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

 

ناجي أمّهز ||

وسائل إعلام إسرائيلية: وزير الطاقة إيلي كوهين: نبحث عن أي ثغرة في اتفاق الغاز (غير المباشر) الموقع مع لبنان للانسحاب منه

منصة إعلامية إسرائيلية: نتنياهو أمر بإلغاء “اتفاقية الغاز” مع لبنان

العدو الاسرائيلي يكشف وجهه واطماعه في لبنان، وهي الثروة البحرية من نفط وغاز.
======
7-6- 2022

لا أريد أن أقحم نفسي ولا القارئ في فرضيات الأسئلة التي لا أحد يملك الأجوبة عليها إلا حزب الله.

ولكن، أريد أن أصف واقعاً، أنا من وجهة نظري أعتبره فرصة ذهبية أمام حزب الله.

وحقيقةً، لا مجاملة، وأتمنى أن تصل رسالتي هذه إلى قيادات الحزب، لأن هذه المعركة، بحال اندلاعها، ستكون حرباً كبرى. فالحروب ضد الاحتلال تختلف كلياً عن الحروب على الثروات. فأمريكا، وأوروبا، وحلف الناتو، والعدو الإسرائيلي، ومن معهم من عملاء وأتباع، سيقاتلون إلى آخر جندي من أجل السيطرة على ثروات المنطقة. وهذا يعني أن هذه الحرب ستحوّل لبنان والمنطقة إلى رماد في حال اندلاعها. فالدول التي تخوض حرباً ضد روسيا، حتى لو تحولت إلى حرب عالمية ثالثة تُستخدم فيها الأسلحة النووية، لن تتوقف عند حرب على لبنان. فالأمر يتعلق بالنظام العالمي، وأوروبا قررت التحرر من سيطرة الغاز الروسي. وهذه الدول، وفي مقدمتها حلف الناتو، بحاجة إلى بديل عن الغاز الروسي، والغاز في المنطقة اللبنانية وفلسطين المحتلة هو من البدائل الأقل تكلفة مالية وأعباء سياسية. لذلك الموضوع معقد وشائك.

وإن كان لا بد للحزب أن يخوض هذه المعركة، فيجب ألا يخوضها قبل أن يخرج كل الشعب اللبناني، وخاصة السياسيين الذين طالبوا بنزع سلاح حزب الله، ويطالبوا هم الحزب بخوض هذه المعركة دفاعاً عن لبنان. أما غير ذلك، فلا داعي للدخول في المجهول من أجل شعب سُرقت ودائعه وهُربت إلى أمريكا بقرار أمريكي، ويقول إن حزب الله يحمي الفاسدين.

أو من أجل شعب يشاهد العدو الإسرائيلي يسرق ويعتدي ويحتل، ويصدق من يقول إن هناك احتلالاً إيرانياً.

صدقاً، لو كنت مكان حزب الله لما قبلت أن يُجرح أصبع لأي مقاوم، طالما هناك سياسيون يسيئون إلى المقاومة وشهدائها وجرحاها.

فاليوم، وتحت أنظار العالم بأسره، يقوم العدو الإسرائيلي بالاعتداء على مياهنا الإقليمية وسرقة ونهب ثرواتنا الطبيعية، وفي وضوح النهار وبدعم أمريكي معلن. يعني أن إسرائيل اليوم تمارس فعل الاعتداء علناً.

وأنا، لو كنت مكان حزب الله -وهذا الأمر فرضية سياسية- وقبل أن أعلن أني سأواجه وأدافع وأردع العدو الإسرائيلي عن سرقة ثرواتنا والاعتداء على مياهنا، كنت سأوجه سؤالاً إلى السياديين الذين نخروا رؤوسنا بالسيادة والاستقلال، وقصة سلاح حزب الله. كنت سأقول لهم بكل وضوح، ومن دون أي مجاملة: أيها السادة السياديون الذين تطالبون بنزع سلاح حزب الله، اعتبروا اليوم أن سلاح حزب الله غير موجود، وتفضلوا دافعوا عن مياهنا وثرواتنا من اعتداء العدو الإسرائيلي.

بل سأطالب الذين طالما تكلموا عن الاحتلال الإيراني، مع أنه غير موجود، ماذا سيقولون عن ما يقوم به العدو الإسرائيلي؟

بل أكثر من ذلك، أنا لو كنت مكان حزب الله، كنت سأوجه سؤالاً للذين تحدثوا عن السلام مع إسرائيل ليشرحوا لنا كيف سيكون السلام، ونوعه وشكله، ووفق أي معايير. أو على الأقل، فليتفضل الذين طالما طالبوا بالسلام مع إسرائيل أن يطالبوا إسرائيل، من أجل السلام، بألا تسرق ثرواتنا النفطية.

وأيضاً، لو كنت مكان حزب الله، كنت سأحقق رغبة الذين طالبوا الحزب بالحياد. وفعلاً، لا قولاً، كنت سأجلس على الحياد وأتفرج من بعيد كيف سيكف الحياد يد العدو الإسرائيلي عن سرقة حقوقنا.

نعم، أنا لو كنت مكان حزب الله لفعلت كل هذه الأمور دون أن يرف لي جفن. بل كنت سأطل صباحاً ومساءً على الشاشات والفضائيات وفي المهرجانات وعبر المواقع الإلكترونية، وأسأل السياديين: أين أمكم فرنسا؟ وأين أبوكم إنجلترا؟ وأين أختكم أمريكا؟ وأين إخوانكم العرب؟ أين هم؟ لماذا لا يأتون للدفاع عن لبنان، وعن مياهه وثرواته وحقوق الشعب اللبناني؟

أين الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل هذه الخزعبلات الأممية التي تشاهد الاعتداء على بلد هو عضو في كل هذه المحافل الدولية؟

بل لو كنت مكان حزب الله، كنت سأسأل الذين انتخبوا خصوم وأعداء الحزب، وأقول لهم: تفضلوا، اذهبوا إلى من انتخبتموهم، ودعوهم يوقفون العدوان على لبنان.

وأكرر للمرة المليون: أنا لو كنت مكان حزب الله لابتسمت ابتسامة كبيرة وساخرة من كل هذا الطاقم السياسي صاحب الفلكلور “السلام مع إسرائيل”، الذي كشفته إسرائيل بأن ثمنه لا يساوي عندها “فص ثوم معفن”.

أنا لو كنت مكان حزب الله، لما كنت مضطراً حتى لرفع صوتي، لأن ما يحصل اليوم هو دليل على أنه لا أحد قادر على حماية لبنان وشعب لبنان إلا المقاومة. وإن كان هناك شعب يريد أن يحمي وطنه، فهذه الساحات موجودة. ليخرج بالملايين ويطالب حزب الله بالدفاع عن لبنان وسيادته واستقلاله.

أنا لو كنت مكان حزب الله، لما كنت مضطراً للقيام بالحرب دفاعاً عن كل لبنان. وبعد أن تنتصر دماء شباب وبيئة حزب الله، وبعد أن تُقصف مدن وقرى بيئة حزب الله، يأتي في الختام من يزايد عليك ويتهمك بأنك إيراني وغير لبناني.

كما على الشعب أن يرد على الذين يهاجمون المقاومة.

في الختام، هذه نظريتي للموضوع، لأن بحال دخل حزب الله حرباً، حتماً سيحمّلونه كل النتائج وسيقولون إنهم كانوا قادرين على حلها عبر الأمم المتحدة. يعني لن يكون لحزب الله أي جميل أو اعتراف بمعروفه.

فليعطهم حزب الله الوقت الذي يريدونه لكف الاعتداء الإسرائيلي، وهكذا تكون الأمور واضحة أمام الشعب.