الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024
منذ أسبوع واحد
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

د.حميد الطرفي ||


لوحظ في اليومين الأخيرين وللاسف انسياق الكثير من الاخوة الواعين والمتصدين والمحبين لخط المقاومة وقادتها لوحظ انسياقهم لسؤال خبيث تبنته ماكنة الاعلام المناوئة ونحن إذ نقدر حجم الصدمة التي تلقيناها باغتيال السيد نصر الله والوجع والفاجعة التي ألمت بنا فأننا لا ينبغي ان نسبب الأذى له وهو يسمو في عليين .

ان هذه التعابير من باعه ومن خانه ومن خذله لا تنم عن احترام لشخص الشهيد السعيد فنصر الله اختار طريقاً على بينة من امره مقتدياً بالصالحين ويعلم ان أقل آثاره هو ان يتم اغتياله في اي لحظة وقد اعد واستعد ووطن نفسه لهذه النتيجة بأفضل ما يكون عليه العبد الصالح .

إن الذين يطالبون الجمهورية الاسلامية بموقف حازم ومزلزل وثأري وانتقامي ويعدون عدم القيام بذلك علامة على التواطؤ عليهم ان يفرقوا بين منطق الدول في تعاملاتها وإدارة صراعاتها ومنطق المقاومات الشعبية التي تواجه الاحتلال .

إن الجمهورية الاسلامية لا تمتلك حدوداً مع اسرائيل وتحملت جراء رفضها للاحتلال وجراء مناصرتها للقضية الفلسطينية اذىً كبيراً طيلة أربعين عاماً حصاراً ودماراً وفقراً وأعباء كثيرة وساهمت وقدمت الكثير لمن اختار بنفسه غير مجبر طريق المقاومة والتصدي للكيان الاسرائيلي الغاصب .

انه لمن المعيب ان نضع شخصية الشهيد السعيد نصر الله في مواطن البيع والشراء كسلعة في سوق المزايدات ،

هذا الرجل الذي كان اقرب ما يكون إلى الله في خياراته واختياراته والذي امن وأعتقد بمقاومة الاحتلال وعمل بما اعتقد حتى ارتقى شهيداً .

نتفهم بعض ردود الأفعال التي تصدر عن حجم الوجع والألم فمن عائلتي من لازال لايصدق ان نصر الله قد قتل ولازال مصراً انه حي يرزق وما ذلك إلا لحبهم للرجل الذي يدخل لقلوب محبيه بابتسامته وتواضعه وزهده وورعه وصدقه وإخلاصه ولكن حفظ مقامه السامي ليس بنشر مثل تلك الترهات التي تديرها ماكنة معادية من اولئك الذين حاربوه حياً وهاهم يحاربونه ميتاً بطريقة خبيثة .