الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024
منذ أسبوع واحد
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

🖋 الشيخ محمد الربيعي ||


ان المفهوم الانتصار للقادة و الشعوب البعيدة عن الاسلام ، مختلف جدا ، عما يراه الاسلام و المسلمين انتصار ضمن دينهم وعقيدته .

بل لانكون متجاوزي الحدود ان قلنا حتى في دائرة المسلمين اختلف مفهوم الانتصار ، فمدرسة اهل البيت (عليهم السلام ) مفهوما خاص تم ترسيخه و اقراره وتثببته في المدرسة الحسينية مدرس الامام القائد المجاهد الشهيد الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، عندما حول هزيمة كربلاء العسكرية الى انتصار …

ان مفهوم الانتصار ضمن المفاهيم الاخرى غالبا مايقترن بالجانب العسكري دون سواه .
وهذا المفهوم محدود الفكر و العقيدة ، عمد الامام الحسين ( عليه السلام ) الى تصحيحه الى اعادة برمجة العقول من جديد اتجاه هذا النوع من المفهوم عندما بقت واقعة كربلاء رغم كل مجرياتها العكسرية هي الخاسرة و الامام الحسين ( عليه السلام ) منتصرا .

حيث ان اختيار السلة على موقف الذلة هو الانتصار الحقيقي وهو المفهوم الحقيقي الى الانتصار … وخصوصا ان الذلة موقف يأباه الله الى الاولياء الى المؤمنين .
عندما يكون المفهوم للانتصار هو مصرع الكريم الرافض الى طاعة اللئيم .

عندما يكون الانتصار مفهوما شهيدا مخضبا بالدم اولى من صحيحا تحت طاعة وولاية الشيطان واتباعة من الظالمين …..

فانت تلاحظ ان التاريخ رغم الخسارة العسكرية للامام الحسين ، يسجله اماما للحرية و الاحرار ومنهجا يتمسك به كل الانسانية حتى خارج دائرة الاسلام ….

ان الكلمات التي صدرت في كربلاء و مابعد كربلاء بلسان اهل البيت ( عليهم السلام ) كانت كاشفة و بليغة في تاسيس ان الانتصار العكسري ليس هو المقيم لحقيقة الانتصار … حيث عندما نادى الامام الحسين ( عليه السلام ) ( هل من ناصر ينصرني ) طبيعيا لم يقصد النصرة من الموجودين انذاك لانهم صما بكما بل هم كالانعام بل اضل سبيلا … كان قاصدا بندائه نصرتنا نحن لمفهوم الانتصار الذي اسسه وهو ان نكون لسلة طالبين و للذلة رافضية …

اذن نقول لبيك يا حسين ( عليه السلام ) عندما نكون ضمن السلة من اجل العقيدة و المبادئ واستنقاذ المجتمع من شبهة العيش والقبول ضمن الذلة ضمن مبدا اصمت وكن ذليل لتعيش .

ان الظلم الذي تمارسه قوى الاحتلال على الشعوب هو امتداد لتاريخ سابق عندنا مايقابله من تاريخ علمنا كيفية التعامل معه …

علينا مواجهة الظالمين مواجهة الجهل و التعصب و الفساد و الانحراف على جميع اشكاله السياسي و الاخلاقي ، ومكافحة ذلك بكل سبيل المتاحه ….

اذن ليس الانتصار انتصار عسكريا ، انما الانتصارعندما تكون رمزا يمتسك من خلالك الاجيال بدينهم و عقيدتهم ،عندما تكون رمزا بك يستنتج على صحة العقيد و المعتقد ، رمز منك يتعمل كيف يكون الموحد لله تعالى مجاهدا ومقاوما لكل اشكال الظلم ….

النصر للاسلام و المسلمين …
النصر للمقاومة و المجاهدين …