الأرقام المحترقة..!
✍المحامي مؤيد الموسوي ||
ليس لدى الكثيرين أية تصورات عن كيفية تشكيل الشخصيات المقاومة سواء كانت قيادية ام قاعدة ولا سيما عن الاستعداد النفسي ومدى الانصهار المعنوي بالقضايا التي يقاتلون من أجلها فالثورة الجزائرية كانت قد استهلكت مليون انسان مقاوم من بينهم خيرة القيادات المهمة التي القي الكثير منهم من الطائرات الفرنسية في ظاهرة الاعدام المعروفة عندهم..
ما أريده ان اقوله هنا وهو الخلاصة التي اريدها حرفياً ان جميع المقاومين الحقيقيين في العالم هم أرقام محترقة لا يشكل أي منهم أي خسارة في المنظور التحرري الذي كان هو حلقة منه.
عليه فإن اغتيال اي شخصية قيادية في حركات التحرر بقدر ما هو مؤلم لدى الأخيار والأحرار إلا أنه يحقق مكسباً معنوياً لدى أمته لما يشكله من تضحية بالنفس وما يلحقه ذلك الأمر المعنوي من خطر على مستقبل اعدائه لأنهم سيبقون عبر التأريخ القتلة للاحرار.
ستبقى تلاحقهم لعنة العار بينما شعوب الأحرار تتغنى بماضي اسلافهم الشامخ المقاوم لتمتد سلسلة المقاومة للأجيال وتصبح خطراً يهدد المستعمرين بسبب تلك الأرقام التي أحترقت من صفوف الرجال الأباة ناثري المهج في دروب الحرية..