الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

بين يدي الأحبة المقاومين..!

منذ أسبوع واحد
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

الشيخ حسن عطوان ||


بين يدي الأحبة المقاومين وبيئتهم وأنصارهم ..

يقول عزَّ من قائل :

( إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا * هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً * وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّـهُ وَ رَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً … وَ لَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّـهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّـهُ وَ رَسُولُهُ وَ ما زادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَ تَسْلِيماً ) .

ويقول ايضاً :

( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى‏ نَصْرُ اللَّـهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ ) .

1. سيد شهداء طريق القدس السيد ( نصر الله ) قاد الحزب منذ إغتيال أمينه العام السيد ( عباس الموسوي ) عام 1992 م ، أي منذ ( 32 ) عاماً .

فهل كنّا نتوقع سلامته وخلوده الى الأبد ؟؟!
إستشهاده خسارة فادحة نعم ، لكنَّ قائداً مثله كان من المتوقع أنْ يُسْتَشهَد في أية لحظة .

بل أكثر من ذلك ، السيد الخامنئي حفظه الله وأطال في عمره المبارك ، قائد الجمهورية الإسلامية ، الدولة الوحيدة في هذا الكون التي تدعم المقاومة ، وهي الوحيدة التي قالت ( لا ) بوجه أميركا والكيان الغاصب ، بل وكل دول الإستكبار ، فهل نتوقع أنْ يعيش الى ما لا نهاية ؟؟
أم أنَّ علينا أنْ نتوقع وفاته وحتى إستشهاده ( لا سمح الله ) في كل لحظة ؟!

فهل يصح لنا أنْ نتوقف ونُحْبَط بعد إستشهاد السيد نصر الله وصحبه ؟!
وهل يصح منّا أنْ ننهار ونستسلم لو حصل للسيد الخامنئي مكروه لا سمح الله ؟!

2. المباديء والقيم الحقّة لا تموت مع الأشخاص ، إنّما هي التي تصنعهم ، و ( الروح الكربلائية ) ليست مكاناً ولا أشخاصاً ، بل هي أفكار ومباديء وقيم ومواقف وقدوات ، ولن ننهزم مادامت هذه الروح فينا .

3. لا توجد عبر كل التأريخ حركة مبدئية ، تدافع عن الحق والمظلومين هُزمتْ بإستشهاد قائدها بل وجميع قادتها ، إنّما هي تتجذر في الأرض أكثر بإستشهادهم .

وأمَامَك الطف الذي ما أنجلتْ الغبرة إلّا بإستشهاد المعصوم وإبن بنت الرسول ، الوحيد حينها على وجه الأرض ، وجميع أهل بيته وأنصاره ، عدا مَن كان في بقائهم لله سبحانه غرض .

لكن ما النتيجة ؟؟

سأل إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله – شامتاً – الإمام زين العابدين عن ذلك ؟؟

فقال : يا علي بن الحسين ، مَن غلب ؟؟
والإمام لم يزل في محمل الأسر والسبي ، فقال له الإمام :

( إذا أردت أنْ تعلم مَن غلب ، ودخل وقت الصلاة ، فَأْذنْ ثم أقم ) !

4. إذا نظرنا الى التاريخ القريب ، بل تاريخ القضية الفلسطينية بنحو خاص لوجدنا أنّه لا يوجد فصيل من فصائلها ، لم يقتل الإسرائيليون قائداً أو أكثر له ، إذ اغتالت اسرائيل عام ( 1988 م ) في تونس خليل الوزير ، وهو الرجل الثاني بعد ياسر عرفات في منظمة التحرير الفلسطينية ، وفي عام ( 1995 م ) إغتالت في مالطا فتحي الشقاقي زعيم حركة الجهاد الإسلامي ، وفي عام ( 2001 م ) اغتالت ابو علي مصطفى ، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وفي عام ( 2004 م ) إغتالت الشيخ أحمد ياسين مؤسس وزعيم حركة حماس ، وقبل هؤلاء وبعدهم ومعهم المئات من الكوادر ، ومع أنَّ هذه الفصائل أضعف وأقل بكثير من حزب الله في كل الجوانب لكنّها لم تمت ولم تستسلم بعد كل تلك الإغتيالات .

5. للجمهورية الإسلامية ظروفها الخاصّة وتحدياتها الداخلية والخارجية ، وكل شيء متوقع ، ولعلها تُجْبَر – من الخارج أو الداخل – على التخلي عن الرد والحرب المباشرة ، بل لعل الأمور قد تصل الى حد أنْ يُنتَخَب على رأس حكومتها مَن ليس لصيقاً بخط الثورة ومبادئها الأصيلة .

لم يحصل هذا الى الآن نعم ، ونتمنى ألّا يكون ، بل نتمنى أنْ تتصل راية الجمهورية براية القيام المبارك للإمام الحجة ( عجّل الله فرجه ) ، ولكنّه قد يحصل .

أو على الأقل أنّنا نفتقد لمثل سليماني ( رحمه الله ) ، الذي اعتقد أنّه لو كان بين ظهرانينا لكان الموقف مختلفاً ..

لكل ذلك لا يصح لأحرار الشيعة في لبنان والعراق وحتى اليمن أنْ يبقوا منتظرين لدعم الجمهورية وقرارها ، وعليهم أنْ يبنوا قوتهم الخاصّة بإمكاناتهم – للدفاع عن قضايا شعوبهم – تحسباً لكل طاريء .

6. نحن أمام عدو غاصب ، مجرم ، متوحش ، مدعوم من كل قوى الإستكبار الدولي وأذنابهم .

ولسنا نحن الذي اخترنا الحرب ، إنّما هي مفروضة علينا ، فإمّا أنْ نكون أحراراً في هذه الدنيا الرديئة الزائلة ، أو نكون عبيداً وأذلّة ، ولن نكون ، بل يأبى الله لنا ذلك .

قد نتوقف أحياناً أمام عاصفة ؛ لتكالب الأعداء علينا ..

قد نتوقف لإلتقاط الأنفاس ..
قد نؤجل لدراسة المواقف وتجميع قوانا ..

بل قد نخسر جولة أو صفحة أو حتى معركة ، لكنَّ ذلك ليس نهاية المطاف .

الى ما قبل جريمة إغتيال السيد كنت أقول : إنّنا لا ينبغي أنْ ندخل في معركة واسعة نصرة للأخوة المظلومين في فلسطين ؛ لأسباب بينتّها في عدة مقالات ، أمّا الآن وقد وقع ما وقع فإنَّ

( الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة [ إستلال السيوف ، كناية عن القتل ] والذلة ، وهيهات منّا الذلة يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أنْ نُؤثِر طاعة اللئام على مصارع الكرام ) .

7. ومع ذلك ، ومع أنَّ ( العيون عَبْرى والصدور حَرّى ) لكنّنا لا نريدها معركة كالتي جرتْ في ( عين الوردة ) ، إنّما نريدها ونتمناها ونعمل على أنْ تُشفي الصدور وتأخذ بالثأر كالذي جرى في ( الخازر ) .

( فإنْ نَهْزِم فهزامون قدماً
وإنْ نُهْزَم فغير مُهَزَّمينا …

فقُلْ للشامتين بنا أفيقوا
سيَلّقى الشامتون كما لقينا .. )

نحن على يقين بأنّنا سنتجاوز المحنة ، وسنعبر المرحلة ، وسننتصر بعونه سبحانه ، إنّه قاصم الجبارين وناصر المستضعفين .

عظّم الله أجوركم .

[ حسن عطوان ]

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6