الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024
منذ أسبوع واحد
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

السيد بلال وهبي ـ لبنان ||

كت العيون، وانفطرت القلوب، لكن العزيمة لم تفتر، واليقين بالله لم يضعف، بل ازددنا يقيناً أننا على الحقِّ، والحق منتصر نهاية المطاف مهما بلغت الكُلفة.

لسان حالنا جميعا ما قالته السيدة زينب (ع):
*فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها ( أي لا تغسله )، وهل رأيُك إلاّ فَنَد، وأيّامك إلاّ عَدَد، وجمعك إلاّ بَدَد!!**

اليوم أكثر من أي يوم نراهن على الله جبار السماوات والأرض، والقاهر فوق عباده، واليوم أكثر من أي يوم يقيننا بعناية الله ورعايته أقوى وأعمق، وسينصر عباده بعد أن يبلغ الكرب مداه.
اثبتوا. “وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ” (139/ آل عمران)

لم تكن النننهادة يوماً في مسيرتنا سبباً لتراجعنا، منذ شهادة رسول الله (ص) إلى يومنا هذا، بل كانت هي الوقود الذي يدفعنا إلى آفاق رحيبة، وإلى مزيد من القوة والإنجاز، كانت نننهادة القادة كالحشوات الدافعة كلما انتهى مفعول حشوة اشتعلت حشوة أخرى. دم سماحته (رضوان الله عليه) سيدفعنا إلى الأمام عكس ما توَهَّم القَتَلَة، وسُتثبت الأيام ذلك.

اليوم يخوض أحرار الأمة معركتهم الفاصلة مع عدو لديه الاستعداد أن يقتل جميع الأغيار، ويدمر جميع البلدان ليعيش آمنا ولن يكون لهم ذلك. هذه المعركة التي يساهم فيها الإعلام إلى جانب الآلة العسكرية تحتاج إلى وَعيٍ وبصيرة نافذة.

صاحب البصيرة يبرز في المِحَن أما في أيام السلم فالكل سواء، حين يكون الجو صافياً فالضرير يرى، أما حين يكون ملبَّداً فلا يرى إلا صاحب البصر القوي.

كذلك أصحاب البصائر وهم الفئة الواعية في المجتمع الذين يتخذون مواقفهم انطلاقاً من مبادئهم التي آمنوا بها، ولديهم القدرة على التمييز بين الصحيح والخاطئ، وبين الحق والباطل، وبين المعقول وغير المعقول، ويمضون في طريقهم لا تهزهم حرب نفسية، أو دعاية مغرضة.

هنيئا لمن لَقِيَ الله على أيدي قَتَلَة الأنبياء، وهنيئاً لمن يمتشق يقينه ويتابع المسير.