غاضبون حتى درجة الغليان..!
حميد الموسوي ||
لا أحب الحياة من دون خطابات السيد حسن ومن دون النكت التي كان يطلقها على وزير الحرب الأمريكي “المشحر”. كنت أرغب بشدة أن ندخل #القدس مع السيد، وأعلم أن أولاده الآن في جحيم نفسي، لأنهم لم يفقدوا والدًا فقط، بل فقدوا رجلًا برتبة #نبي استطاع أن يسيطر على قلوبنا وعقولنا،
حتى أننا لم نعد نستطيع أن نتخيل حزب الله من دونه. وهذا يؤكد أن شخصية نصر الله كانت طاغية وجذابة، وكان منفتحًا ومثقفًا، بل كان أول القادة من خلفية دينية يبدأ خطاباته بذكر المرأة عندما يقول “أيها اللبنانيون واللبنانيات”.
وهذا الطرح المنفتح لم يحدث من قبل. كنت أود لو أن السيد بقي معنا حتى نقتحم الجليل الأعلى أيضًا، ولكن بعد استشهاده فقدت السيطرة، كمشاهدة وصحفية، على أحداث هذه الحرب، وأشعر أننا داخل نفق مظلم، لأننا لم نتخيل للحظة أن نكمل هذه الحرب من دون السيد #حسن_نصرالله .
الشماتة والضحك واللامبالاة الموجودة من بعض #المصريين و #السوريين و الخليجيين تؤكد أننا نعيش مع حيوانات بشرية لا تشبهنا في شيء، لذلك لم تعد هذه التعليقات تؤثر بي، بل أعطتني قوة لتحمل القذارة التي نعيش معها.
أنا سعيدة جدًا أن نصر الله شارك في الحرب في سوريا وأنقذ سوريا من ثورتها #الحقيرة.
أنا سعيدة جدًا بنصر الله وسياسته الداخلية في بيروت طوال هذه السنوات.
أنا سعيدة جدًا أن نصر الله أوصلنا إلى الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
أنا سعيدة جدًا أن نصر الله استطاع ببساطته وخفة دمه وصدقه أن يصنع جيلًا كاملًا من المقاومين. وعلى فكرة، لا أحد يستطيع تخيل ما قد يفعله هاشم صفي الدين أو نعيم قاسم أو غيرهم، لأن نصر الله نجح في فرض شخصيته القوية علينا.
المواطن اللبناني الشهيد الصحفي عصام عبدالله لا أحد يتحدث عنه الآن، علمًا أنه قدم جسده كأول لبناني مدني إعلامي من أجل طريق القدس، ومن دون قصد، لأنه رجل غير سياسي بل مواطن وصحفي كان يؤدي عمله، وعندما قتلته إسرائيل، اعتبرت استشهاده هي بداية الحرب الشاملة على لبنان.
لا أحد يريد أن يعترف أن لبنان دخل الحرب الشاملة منذ أكتوبر الماضي. لا أعلم لماذا، ولكن هذا ما حصل.
السيد اليوم ضحى بجسده من أجلنا ومن أجل هذه القضية، وهناك غضب، حتى درجة الغليان، موجود في كل واحد منا يكتب على هذه المنصة، يود لو أن يقتل نتنياهو بأي طريقة وينتقم لكل من استشهد في غزة وفي لبنان وفي اليمن وفي سوريا والعراق وفي كل منطقة في العالم.
تخيلوا اذا ما يشعر به المقاوم داخل حزب الله. وما يشعر به هاشم صفي الدين وما يشعر به نعيم قاسم وما يشعر به بقية أفراد الحزب، صغارًا وكبارًا، فكل واحد منهم قنبلة موقوتة على وشك الانفجار داخل إسرائيل، وهذا ما سيحدث.
أنا أيضًا أستطيع أن أسخر وأضحك وأشمت بالثورة السورية، لأنها مضحكة حتى العلم الذي يحملونه قبيح جدًا ومضحك بشكل كبير، إلا أنني اخترت أن لا أتحدث عنهم ولن أتحدث عنهم أكثر.
اغتيال نصر الله يؤكد أننا دخلنا أسوأ مرحلة في الحرب بالنسبة لإسرائيل.
بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان.
٥:٣١ م · ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤