خيبات العدو الإسرائيلي الفاشلة..!
الدكتور محمد صادق الهاشمي ||
1-10-2024
…………
من خلال متابعاتنا لمراكز الدراسات الغربية وما يقوله الإعلام الغربي والصهيوني الآن وسابقًا، وجدنا أنَّهم غارقون في الفشل والإحباط، وأنّهم يعيشون الصدمة الكبرى من الواقع الجهادي العراقي، ومن نقاط فشله في العراق والتي تعكسه تصريحاتهم وكتبهم وما تقوله صحفهم هي :
أولًا : الخيبة الأولى للكيان الصهيوني هو موقف المرجعية :
———
إنّ المرجعية العليا في النجف الأشرف عبَّئت الجماهير والأمة بالمعنويَّات،وسمَّت الأمور بمسمَّياتها الواضحة بعد أن أصدرت بياناتها التي تنصّ على دعم وإسناد المقاومة في لبنان و وصفتهم ب ((المقاومين الأبطال))، كما دعت المرجعية الكريمة الأُمّة لتقديم ((كل العون لهم)) بما يمكّنهم من إيقاف العدوان الإسرائيلي ضد الشعب اللُّبناني، وطبعاً هذا ((الكل)) الذي يوقف العدوان لا يتوقف عن المعونات الإنسانية؛ لأنّ المرجعية حدّدت ((الكل)) بقرينة إيقاف العدوان.
وقالت صحيفة الغارديان ((أنّ المرجعية حينما حددت الكل بما يوقف العدوان قطعا أنّ الكل هنا لايعني الدواء والغذاء فقط، بل يشمل ماهو ابعد منه ))، نعم هذا الموقف من المرجعية كان محل تدارس الغرب، وأيضاً علّقت الصحف الغربية عن إقامة المرجعية العزاء على روح الشهيد نصر اللّه ووقوف أبناء المرجعية العليا في مجلس الفاتحة، وقالت أغلب الصحف الاجنبية ((أنّ الحوزة اليوم تقف بقوتها لحماية مصالح المنطقة))، وأيضاً علّقت الصحف الغربية على بيان المرجعية الذي أبَّنت فيه الشهيد نصر اللّه وقالت بأنّه (( المدافع البطل الذي قلّ نظيره في العقود الأخيرة )) .
نعم؛ العدو أُصيب بخيبة الأمل من موقف المرجعية لأنّ دراساته أكّدت [[أنّ أيّ معركة تدخل فيها المرجعية تنتهي بالانتصار لمحور المقاومة، وليس أدلّ موقف المرجعية في فتواها الجهادية ضد داعش وتشكيل الحشد الشعبي]].
ثانياً : الخيبة الثانية للعدو : موقف الحكومة العراقية والقوى السياسية :
———–
سجّلت الحكومة العراقية موقفاً مُشرِّفاً بحق وشُجاعاً، إذ أدانت الكيان الغاصب وحمّلته أمام الأمم المتحدة المسؤولية في التدهور الأمني في المنطقة بما يرتكبه من جرائم وحشية،وكان السيد السوداني لسان العراق الوحيد من الدول العربية في الأمم المتحدة الذي يصرح بصوت عالي بعيداً عن المجاملات والعبارات الدبلوماسية، واصفاً العدوان بأنه((عدوان صهيوني)) وبهذا جعل السيد رئيس الوزراء العراقي السيد السوداني موقف العراق واضحاً بالضد من الجرائم الصهيونية، فضلًا عن فتح أبواب العراق الى الشعب اللُّبناني المهاجر، وتم تزويد لبنان بالوقود وكل مستلزمات المرحلة من خلال جسر جوي، فضلًا عن إصراره على ترحيل الاحتلال وقوات التحالف، كما أنّ بيانات الحكومة تسير جنباً الى جنب مع المقاومة ودعمها تضامناً مع المرجعية، وقد ساند موقف الحكومة موقف القوى السياسية،فإنّ الإطار التنسيقي كان ومازال ويبقى الحصن المنيع للأُمّة الإسلامية فقد أيَّد وساند موقف المرجعية في دعم المقاومة وإدانة العدوان وتقديم العون مادِّياً ومعنويّاً ودعم موقف الحكومة.
والجدير بالذكر أن الحشد الشعبي كان أول المبادرين بياناً وموقفاً مع بيان المرجعية.
ثالثًا: الخيبة الثالثة للعدو – الجماهير العراقية :
———-
خروج الجمهور العراقي بتظاهرات بنخبه وعشائره وكل رجاله في عموم المحافظات والمؤسسات الفكرية والأكاديمية وكل الطبقات الشعبية المختلفة واضحاً في تضامن الجمهور العراقي وضميره الحي مع غزة ولبنان ؛ هذا الشعب الحي المجاهد الكريم الذي وصفته الصحف الغربية بأنَّه[[ يسير حيثما تسير المرجعية]].
أنّ الكيان الغاصب الذي يفكر في تغيير المعادلات في( الشرق الأوسط) ، وَجد هذا الشرق يحمل السلاح ضده، ووجد أمَّةً مُستعدَّةً للوقوف خلف المرجعية دفاعا عن مصالحها ودينها ، إنّه شعب العراق شعب البطولات ووهم رجال ثورة العشرين وما زال الانجليز يتذكرون أهازيج العشائر العراقية (( الطوب احسن لو مگواري )).
رابعاً: الخيبة الرابعة للعدو – المقاومة :
————
كان الغرب يعتقد من خلال كتاباته الفاشلة أنّ المقاومة( اختلت قوتها) في العراق، وتعيش حالة (الجمود)،وأنّ البعض منها بموجب دخوله في العملية السياسية( تراخى) وغيرها من الحسابات الفاشلة، فقد أطلقت الصحف والدراسات الغربية على الفصائل المقاومة وصف (( الفرق )) لأنّها تقارن في المواقف بوهم كبير، والآن تأكد للغرب والكيان الغاصب أنّ المقاومة في العراق تعني المرجعية والجمهور والجهاد والسلاح بنفس واحد ، وأنّ المقاومة ضد الكيان أساس ثابت لدى الفصائل، وأنّها كلها بأتمِّ الاستعداد لخوض معركة المصير، وأنّ قيادات المقاومة والجمهور المقاوم الذي هزم أمريكا عام 2011 وهزم داعش عام 2014 ومرَّغ أنف المشروع الأمريكي ما زال بقوته وقناعته وفهمه وثباته سواء من كان في العملية السياسية او خارجها؛ فإنّ مواقفهم واحدة في الدفاع عن الشعب اللّبناني ومصالح الأمة الإسلامية، خصوصا انهم امتلكوا التجربة والقوة وفهموا الأدوار وأجادوا الممارسة السياسية ووضعوها في خدمة المشروع المقاوم، فكانت بيانات المقاومة واستعداتها صادمة مربكة للكيان الصهيوني .
هذه الخيبات التي اربكت العدو وغيرت قناعته وجعلت الجدل يتعالى في كواليس القرار الأمريكي تراجعاً وخوفاً وإعادة للحسابات حتى وصفت الواشنطن بوست الموقف العراقي بمرجعيته وجمهوره وحكومته وقواه السياسية وفصائله وحشده الشعبي بأنّه (( التحدي الاكبر الذي يؤدي الى خنق اسرائيل ببطئ))، وحذرت الكيان من ((السير بغرور فإنّ دخول المرجعية على الخط سيقلب الموازين لصالح المقاومة)) وقالت: (( إنّ المعنويات العالية لمقاومة لبنان بعد اغتيال نصر اللّه سببها بيان ومواقف المرجعية))
ياشيعة العراق استعدوا للنصر فأنتم مدينة ورجال الإمام المهدي المنتظر.