الغرب ومحاولات استعادة الدور الوظيفي لاسرائيل..!
ماجد الشويلي ||
2024/10/1
من المعلوم أن واحدا من أهم الاسباب التي دفعت بالغرب إلى غرس الكيان الصهيوني في فلسطين هو الحفاظ على الملاحة الدولية في البحر الأحمر كبديل استراتيجي مهم لطريق الرجاء الصالح المكلف ماليا والبعيد جغرافيا .
ازدادت أهمية قناة السويس بالنسبة للغرب بعد أن تسببت حرب 1967 بإغلاقها لأكثر من 8 سنوات، حتى قام الرئيس السادات بإعادة افتتاحها في يونيو 1975، هذا الأمر من أهم الركائز التي دعت إلى الاستمرار بدعم الكيان الصهيوني كيما يتمكن من الاستمرار بحماية وخدمة مصالح الدول الغربية.
ما أن برز محور المقاومة وتنامت قدراته وامكانياته خاصة بعد دخول اليمن على خط المواجهة والاسناد لغزة في معركة (طوفان الأقصى ) وتمكنه من التحكم بالملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر حتى تراجعت أهمية قناة السويس والبحر الأحمر خاصة بعد حظر الملاحة على إسرائيل والدول الداعمة لها في هذا البحر.
شعرت اسرائيل حينها أنها على وشك أن يتم التخلي عنها فبدأت في التفكير
بخلق الاسباب الجيو سياسية التي تحمي للغرب مصالحهم من خلالها مجددا
فيجدون انفسهم مرغمين على إعادة تأهيلها وحمايتها مرة أخرى .
فبدأ الأمريكان العمل على تنشيط فكرة إيجاد قناة بديلة لقناة السويس تحت الوصاية والحماية الصهيونية
وهي قناة (بنغوريون) هذه القناة التي من شأنها ربط البحر الأحمر ب(ايلات) ومنها إلى البحر المتوسط مرورا بغزة .
بغية ربط طريق (الهند _دبي ) مرورا بالسعودية والأردن تخلصاً من عقدة قناة السويس) والحاجة إلى التطبيع مع مصر وبعض الدول الأخرى في المنطقة .
وهو تدبير جديد من شأنه أن يغير خارطة التحالفات والعلاقات الدولية في الشرق الأوسط والعالم
كما أنه يعود بالكيان الغاصب للعب دوره الوظيفي الذي خسره بعد طوفان الاقصى لحماية مصالح الدول الغربية من جديد
وما أن يتمكن الغرب من إعادة السيطرة على هذه المنطقة التي تعد خزان الطاقة الأزلي وعقدة طرق المواصلات البحرية والبرية
حتى تعود أمريكا أقوى من ذي قبل وتؤسس لمرحلة جديدة من الهيمنة على العالم (نهاية التأريخ)
فحتما وبعد أطباق وأحكام السيطرة على هذه المنطقة فإن ذلك سينعكس سلبا على تنامي قدرات الصين الاقتصادية ودورها الاممي المرتقب وبالتالي قدراتها العسكرية ونفوذها في المنطقة .
فهو بمثابة ضربة قاضية لطريق الحرير كما أنه يصيب الاقتصاد الروسي بالشلل ويفرض عليها عزلة دولية قاتلة
لجهة استغناء الغرب وأوروبا على وجه الخصوص عن صادراتها من الغاز .
كما أنه يسهم بفك الارتباط التنسيقي بينها وبين السعودية بشأن تحكمهم بانتاج النفط واسعاره.
هذا السيناريو كله مرهون بمدي قدرة الكيان الغاصب على إلحاق الهزيمة (بحزب الله)
وما لم يتمكن هذا الكيان اللقيط من هزيمة (حزب الله) لا يمكنه الحديث عن الشرق الاوسط الجديد ولا يكون للخريطة التي رفعها (النتن ياهو) أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة أي قيمة !
لذا يكفي حزب الله فخرا من أن إسرائيل وأمريكا ليس بوسعهم الحديث عن تغيير خارطة الشرق الأوسط من دون القضاء على حزب الله واغتيال الشهيد حسن نصر الله(رض)
كما أنهم في السابق لم يتمكنوا من الحديث عن الشرق الأوسط وملامحه الجديدة إلا حينما تصور أن حزب الله قد انهار في حرب تموز 2006 حين ذهبت وزيرة الخارجية الأمريكية (كونداليزا رايس) إلى العاصمة الرياض لتعلن هناك ((أننا نشهد الآن مخاض الشرق الاوسط الجديد ))
لكننا نرى كما أنهم خابت آمالهم بولادة هذا الوليد المشؤوم في عام 2006 سيخيب ظنهم وأمدهم هذه المرة وسوف يتغير وجه المنطقة بزوال إسرائيل وانتهاء الدور الوظيفي الذي رسم لها في السابق ويراد إحياؤه الآن بواجهة جيوسياسية جديدة.
كل المؤشرات تؤكد حتمية انتصار محور المقاومة وعندها سيصدق توجس بايدن حينما كان يقول ((إنني أخشى أن يأتي اليوم الذي نشعر فيه بعدم قدرتنا على تحمل أعباء وتبني الكيان الصهيوني))
وذلك ليس بعيدا على الله سبحانه وتعالى ببركة دماء الشهداء الذين وقفوا ويقفون سداً منيعا بوجه الصهاينة ومن خلفهم .