رضا بهلوي يوجه رسالة للشعب الإيراني بالتزامن مع إعلان نتنياهو “حرب القيامة”8 أكتوبر 2024
✍🏻 محمد حسن زيد ||
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني اللقيط في 1 أكتوبر أعلن نتنياهو ان تغيير النظام في إيران سيحدث أسرع مما كان متوقعا، وبالفعل.. ما هي إلا أيام حتى خرج رضا بهلوي نجل شاه إيران المخلوع سنة 1979 وأعلن في رسالة متلفزة يوم أمس ان ساعة “نظام آية الله” قد حانت محملا هذا النظام مسؤولية الحروب في الشرق الأوسط، ثم طمأن الإيرانيين انه في حالة سقوط النظام فلن يحدث أي فراغ أو فوضى بل هو ومعه جملة من السياسيين في الداخل والخارج سيتولون ملء الفراغ وسيقودون إيران إلى الديمقراطية والسلام مع الجميع في المنطقة وبالذات مع إسرائيل معتبرا ان “الجمهورية الإسلامية” هي عدو الحضارة الفارسية العريقة مهد الحضارات مفتخرا بكسرى (لاحظوا انه يحاول استحضار النعرة القُطرية الغابرة كبديل عن الانتماء للإسلام، وهذا التكتيك يُطابِقُ دعوات إحياء الانتماء للفراعنة في مصر ودعوات إحياء الانتماء للتبابعة في اليمن وأشباهها من الهويات القُطرية التفتيتية البديلة عن الانتماء للإسلام، وذلكم يا سادتي هو جوهر المشروع الصهيوني الذي لا يمكن أن يقوم إلا على أنقاض الإسلام رغم إنه يدعو للتعايش مع دولة يهودية متطرفة)
لجوء إسرائيل لهذا العميل المفضوح والكرت المحترق دليل على ان الحرب الحالية بالنسبة لها هي حرب وجود وبقاء وتكسير عظم فهي الآن تحاول اجتثاث حماس وحزب الله والجمهورية الإسلامية في إيران في آن واحد معاً وتحشد ما أمكنها من قوة وحلفاء وعملاء وكروت محترقة أو غير محترقة، مستخدمة جميع ما يمكن استخدامه من أسلحة وأساليب وجرائم وتكنولوجيا، تقتل جماعيا تغتال فرديا تستهلك العملاء والحلفاء بفجاجة تفعل ما تصل يدها إليه دون اهتمام بالحسابات كأنها شخص يغرق فيضرب بجسده في كل اتجاه عله يصادف طرف شاطيء قبل أن ينقطع نَفَسُهُ ويلفظَ أنفاسَه الأخيرة!
لكن ورغم القسوة المفرطة التي تعرضت لها غزة طيلة عام كامل من المجازر المؤلمة و41 ألفا من الشهداء و 50 ألف غارة واقتحام بري شامل وتجويع وتهجير وإذلال وحصار مُطبِق وتواطؤ عربي وصمت إسلامي إلا ان المقاومة الفلسطينية ما زالت فاعلة وقادرة على إطلاق الصواريخ باتجاه تل أبيب، وهو ما فعلته في ذكرى 7 أكتوبر..
حزب الله من جهته وبالرغم من الضربات الموجعة التي أصابته على مستوى القيادة وعلى مستوى تهجير المدنيين إلا ان بنيته العسكرية ما زالت سليمة وفاعلة استطاعت بعد امتصاص الصدمات الهائلة أن تبدأ في توجيه ضربات متصاعدة للكيان فمعدل الصواريخ المنطلقة من لبنان صوب إسرائيل هو 200 صاروخ يوميا ودائرة اللاجئين من مستوطنات الشمال تتسع وتشكل ضغطا متزايدا، أما تل أبيب فإن الدائرة تضيق عليها وتصبح مع مرور الأيام مكانا أقل أمناً بعد ضربات متقطعة فلسطينية ولبنانية ويمانية وعراقية وإيرانية..
أما محاولات الاقتحام البري لجنوب لبنان فقد تحولت إلى معضلة فالمشكلة ليست في صعوبة توغل الجيش الإسرائيلي مسافة أمتار داخل الحدود اللبنانية فحسب، بل المشكلة ان خروج العسكريين الإسرائيليين من المخابئ استعدادا لغزو لبنان يُعرضهم لضربات مركزة بصواريخ بركان شديدة الانفجار قبل الاشتباك.. هذا جانب..
جانب آخر أن إسرائيل التي انخفضت معنويات جنودها بشكل ملحوظ وأصبحوا يتهربون من الخدمة العسكرية باتت تواجه مخاطر تنفيذ حزب الله لاقتحامات داخل إسرائيل بحيث يتوغل مقاتلوه في الجليل وصولا إلى بحيرة طبرية فهم يمتلكون خزانا بشريا محترما وخبرة قتالية كبيرة في حرب المدن، هذه الخطوة وحدها قد تُربك جميع الحسابات وتغير جميع المعادلات وتؤدي إلى انهيار سريع لجيش إسرائيل.. لذلك فإن حزب الله المكلوم يخوض اليوم معركة تاريخية نيابة عن الأمة قد تُفضي فِعلاً إلى زوال إسرائيل..
نتنياهو يستشعر خطورة المعركة ولذلك فقد أعلن مؤخرا تغيير اسمها من “حرب السيوف الحديدية” إلى “حرب القيامة” وهو مصطلح يُشير إلى قيامة إسرائيل الكبرى ليدغدغ أحلام المستوطنين ويعطيهم دفعة معنوية ليواصلوا الصمود ويصبروا على ألم القتال..
لكنهم مهما كابروا سينكسرون..
بصبرنا وصمودنا وتصاعد ضرباتنا سينكسرون..
بحبهم للحياة وعشقنا للشهادة سينكسرون..
بتوفيق الله وتسديده سينكسرون..
“وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ”