العراق ومحور المقاومة..!
حسام الحاج حسين ||
هنالك خلاف حول تاريخ بدء استخدام المصطلح، إلا أن بعض المصادر تشير إلى أن أول من استخدمه كان صحيفة “الزحف الأخضر” الليبية، في مقال لها عام 2002 حمل عنوان “محور الشر أو محور المقاومة”.
وقالت الصحيفة في مقالها إن “القاسم المشترك الوحيد بين إيران والعراق وكوريا الشمالية هو مقاومتهم للهيمنة الأميركية”، وبعد ذلك استعملت هذه العبارة على نطاق واسع لوصف إيران والجماعات التي تدعمها في المنطقة .
عاد المصطلح يتداول كثيرا في الأعلام و بشكل واسع والسؤال المهم هو هل العراق ضمن ( محور المقاومة والممانعة ) ..؟؟
اولا يجب ان نعرف ماذا يعني ( محور المقاومة ) ..؟
ومن هنا انطلق تأليف محور سياسي وعسكري غير رسمي . لمواجهة المشاريع الأمريكية والغربية والإسرائيلية في المنطقة العربية والأسلامية . تحت أسم ( محور المقاومة والممانعة ) .
ان جذور الفكرة الأمنية والسياسية واللوجستية التي كانت راسخة بشكل واضح ولايقبل الشك بين حلقات المحور مرتبطة ايضا باللامبالاة الإمريكية والإسرائيلية لردود الأفعال ضد سلوكياتها المتوحشة . والتي تطورت وتغلغلت الى داخل التصور الأمني لدى المحور بالصيغة التالية وهي ( صراع إسرائيل ليس صراع حدود انما صراع وجود ).
وما يجب ان يتغير اليوم في ظل هذه التحديات والوحشية الصهيونية هو استبدال وجهات النظر بالمعلومات ..! حيث يمكننا ان نرى الجانب الأخر من الكآس ، تاريخيا وقبل صدور هذا المقال ولد هذا المحور من رحم الثورة الإسلامية في إيران ، وظهر عمليا هذا المحور في منطقة الشرق الأوسط منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الأمام الخميني في فبراير/شباط 1979، حيث استبدلت الثورة حكومة الشاه والتي كانت احدى ادوات الهيمنة الأمريكية في المنطقة وكانت حليف لإسرائيل وأعلنت الثورة بعد انتصارها معاداتها لكلا الطرفين .
وخاضت طهران من جهة وواشنطن وتل أبيب من جهة أخرى منذ ذلك الوقت حربا أيديولوجية وإستراتيجية في آن واحد. تدخل وتخرج فيها الحسابات الأقليمية والجماعات الأسلامية المسلحة السنية والشيعية مثل المقاومة الإسلامية في فلسطين والمقاومة الإسلامية في لبنان .
كانت الاضطرابات السياسية في المنطقة العربية تصب في صالح طهران حيث انها أشرفت على تطوير مكونات المحور وتنظيمها .
بعد الأجتياح البري للبنان من قبل اسرائيل وجد وانبثق حزب الله .
وبعد اتفاقية اوسلو ظهرت قوى المقاومة الفلسطينية الإسلامية كلاعب اساسي في القضية الفلسطينية مدعومة من ايران . وبعد سقوط النظام البعثي والغزو الإمريكي عام ٢٠٠٣ فتحت جبهة اخرى انظمت للبنية العسكرية والأمنية للمحور .
وفي اليمن كانت ايران ترعى بهدوء حركة سياسية عسكرية، عرفت بااسم ( الحوثيين )، والتي انطلقت من محافظة صعدة شمالي اليمن،ولديها صفة سياسية تسمى نفسها “جماعة أنصار الله”.
تعود جذور الحركة إلى عام 1991، وقد سيطرت على إدارة الدولة في اليمن عام 2014 . واصبحت احدى اقوى اركان محور المقاومة والممانعة .
كذلك يمكن ان نعتبر الحكومة السورية جزءا من المحور، لان حسابها مع إسرائيل لم يغلق بعد وهي في حالة حرب منذ اكتوبر عام ١٩٧٣ م وكانت ومازالت ارض خصبة للحركات المناهضة لإسرائيل، ولها تحالف قوي مع جميع مكونات المحور كما أنها ساحة ساخنة للمواجهة بين إسرائيل وبعض الحركات المسلحة المدعومة من إيران.
في العراق هناك انقسام سياسي ومجنمعي حول تعريف هوية المقاومة ، وهل العراق من ضمن محور المقاومة ..؟؟؟.
فمنذ اندلاع الحرب في غزة تم إيلاء الكثير من الاهتمام للضربات المناهضة للولايات المتحدة التي نفذتها فصائل المقاومة العراقية البارزة ، لكن هذه الفصائل شنت أيضاً حملة ضربات موازية ضد إسرائيل ومازالت ،
لا يعتبر الموقف الرسمي العراقي ولدواعي الحفاظ على مكتسبات السلطة من ضمن محور المقاومة .
وايضا هناك اتفاقيات استراتيجية موقعة بين بغداد وواشنطن والتي لاتسمح لها ان تذهب بعيدا خارج اطار الأتفاقيات الملزمة .
لكن الموقف الشعبي والمرجعي سواء السني منه او الشيعي فانه يندمج ضمن محور المقاومة .
وللإسرائيلي رأي أخر وهو الذي سوف يجيب على هذا السؤال . هل العراق هو من ضمن محور المقاومة .؟؟
بينما يجيب المسؤولين العراقيين بالنفي .
يجيب نتنياهو وعلى منصة الأمم المتحدة وبالأثبات من ان العراق جزء من محور المقاومة .
حسام الحاج حسين
مدير مركز الذاكرة الفيلية