الجمعة - 08 نوفمبر 2024

تهديد الكيان الصهيوني للسيد السيستاني..الاسباب والاهداف؟!

منذ 4 أسابيع
الجمعة - 08 نوفمبر 2024

أسامة القاضي ||

 

نشرت “القناة 14 الاسرائيلية” صورة للمرجع الديني الاعلى سماحة اية الله السيد على السيستاني، ضمن قائمة تضم قادة محور المقاومة، كمطلوبين للكيان الاسرائيلي.

هذه القائمة التي نشرتها “القناة 14 الاسرائيلية”، اهدرت جهودا مستميتة بذلتها الابواق الصهيونية، وكذلك العربية المتصهينة، على مدى اكثر من عقدين من الزمن، لمحاولة تثبيت كذبة مفادها، ان هناك “صراع” بين المرجعيات الاسلامية،

فاذا بالقائمة “الاسرائيلية”، لـ”المطلوبين لها”، تكشف وبشكل لا لبس فيه، ان “اسرائيل” ومن ورائها امريكا والغرب، لا يفرقون بين شيعي وسني، فالكل مستهدفون، من قبل الصهيونية المتوحشة المدعومة بشكل مطلق من قبل امريكا.

القائمة التي نشرتها القناة الصهيونية، جاءت ايضا كحصاد لعقد كامل من هجمات خبيثة شنتها ومازالت تشنها بعض القنوات العربية والغربية، وشخصيات سياسية واعلامية معروفة ارتباطها بالسفارة الامريكية والكيان الاسرائيلي، لتسقيط صرح المرجعية،

وشخص السيد السيستاني دام ظله، وعلماء الدين، والشعائر الحسينية وفي مقدمتها ملحمة الاربعين، ومذهب اهل البيت عليهم السلام، وافراغه من بعده الثوري والانساني، وجعله مذهبا لا أثر له ولا تأثير، لمعرفتهم ان هذا المذهب هو العقبة الكأداء امام مخططاتهم المشبوهة، لجر العراق للوقوع في فخ التطبيع والخنوع والتبعية.

الغرب كان يكذب على الشعب العراقي والمسلمين الشيعة في العالم، بانه على “وئام” مع مرجعية السيد السيستاني، فاذا به يكشف عن حقيقة نواياه، بهذه الصورة التي ظهرت على شاشة “القناة 14” لربيبتهم “اسرائيل”،

فاذا بهذا الغرب يخشى حتى القوة المعنوية التي يتمتع بها المرجع السيستاني، وهي قوة يمكنها بعدة كلمات، ان تحرك الشارع العراقي، كما ظهر ذلك جليا في فتوى الجهاد الكفائي، التي خرج من رحمها “الحشد الشعبي”،

وذلك عندما استباحت “داعش”الارهابية ثلث مساحة العراق، بدعم امريكي اسرائيلي فاضح. ويبدو اليوم ان “اسرائيل” وامريكا والغرب، لم يعودوا يتحملوا المواقف الانسانية والاسلامية لمرجعية السيد السيستاني، التي حرمت التعامل مع البضائع “الاسرائيلية”،

واعلنت تضامنها الكامل مع الاشقاء في لبنان وفلسطين وسوريا، امام الغطرسة الصهيونية وآلة القتل اليومية، واعلنت استعدادها الكامل واستنفارها التام لإبداء كل انواع المساعدة الممكنة على الصعيد الإغاثي والطبي والإنساني.

يبدو واضحا ان هذه التهديدات التي تستهدف مراجع الشيعة ، هي ايضا محاولة صهيونية بائسة، لعزل المسلمين السنة عن الصراع مع المحتل الاسرائيلي، وحصرة بالمسلمين الشيعة، وكأنه صراع بين المسلمين الشيعة والصهاينة.

ولكن رغم ذلك علينا ألا نتجاهل وجود ارادة داخل هذا الكيان المزيف لتحويل الصراع الى صراع ديني، لحث الغرب على الانخراط فيه للحصول على مزيد من الدعم والمساعدات العسكرية والمادية، بعد ان كشفت معركة طوفان الاقصى، مدى عجز هذا الكيان، وتبعيته العضوية لامريكا والغرب.

ان زعماء الكيان الاسرائيلي المزيف، يعلمون علم اليقين انهم سينتحرون جماعيا إن تعرضوا للمرجعية الدينية للمسلمين الشيعة، الا انهم اعتقدوا ان بامكانهم من خلال هذه الحركة الغبية، ان يشنوا حربا نفسية على اتباع اهل البيت عليهم السلام، عبر خلق فتنة، مفادها ان مقاومة العدوان الاسرائيلي، لا تنتج عنها سوى الدمار، وعليهم،

اذا ارادوا الحفاظ على حياة مراجعهم، ان ينأوا بانفسهم عن القضية الفلسطينية وعن مساعدة لبنان، وترك البلدين المسلمين لقمة سائغة للوحش الاسرائيلي، ولا نستبعد ان نشاهد خلال الايام القليلة القادمة، ان تتباكى نفس القنوات العربية المتصهينة، التي كانت تحرض على مرجعية السيد السيستاني بالامس، تذرف دموع التماسيح عليها، خدمة للمخطط الاسرائيلي الامريكي.

ان هدف الكيان الاسرائيلي في إحداث فتنة بين اتباع اهل البيت في العراق وخارجه، لم ولن يتحقق، فالكيان الاسرائيلي الذي فشل في احداث فتنة بين اتباع اهل البيت في لبنان واليمن، من خلال سياسات التهديد والوعيد والاغتيالات، سيكون أفشل في العراق، الذي كان لمرجعيته وشعبه، الدور الاكبر في وأد فتنة “داعش”، التي كانت تهدد المنطقة وشعوبها.