يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيديهِم..!
قاسم الغراوي ||
كاتب وصحفي
يخبرنا التاريخ بان اليهود اعمالهم جبانة ، غدر واغتيال وزرع الفتن ، ونشر الدمار والخراب ، وقتل الأبرياء، هكذا تاريخهم لعنهم الله منذ ان وجدوا علئ الأرض، وقد وصفهم القرآن الكريم خير وصف، وذكر صنائعهم، وحذر منهم، ودعا لمواجهتهم، لكننا العرب تركنا تعاليمنا القرآنية خلف ظهورنا، وتقربنا من اليهود، وطبعنا العلاقات معهم، استنادا إلى فهم خاطيء في قراءة التاريخ وفي تشويه الاحاديث والوقائع .
ان ماحصل في الاونة الاخيرة من حروب وعدوان وماسبقها من استهداف لشخصيات عقائدية وmقاومة ترفض هذا النهج تجعلنا امام خيار واحد وهو الmقاومة لانتزاع الحقوق والدفاع عن الاوطان ، والوقوف بحزم ضد الابادة الجماعية التي ينتهجها الكيان الصhيوني بحق شعوبنا العربية وبالاخص فلسطين ولبنان .
وعبر التاريخ تبقى العقائد والمباديء وتحيا بعد تضحيات رجالها وقادتها ومن المؤسف والمؤلم إن البعض ممن يفتقرون إلى البصيرة والحكمة يظنون أن موت جزء من قضية مبدأ، ولاسيما إذا كانت تمس العقيدة الإسلامية او الانسانية عموما بشكل مباشر، هو بمثابة نهاية للقضية بأكملها متناسين ان المواقف المرتبطة بالايمان والعقيدة لاترتبط باشخاص بل بعمق هذا الايمان لان الجميع سائرون على نفس النهج .
والدليل ؛ قضية الامام الحسين ، والمهاتما غاندي ، وعمر المختار ، وعبد الكريم الخطابي وولسن مانديلا ، وجيفارا ، ومارتن لوثر واخرين .
فالتاريخ يشهد مرارًا وتكرارًا على أن المبادئ العظيمة لا تنتهي بموت الأفراد أو بزوال حدث معين، بل تمتد لتكون جزءاًمن الذاكرة الإنسانية والوعي الجمعي. وأحد أعظم الشواهد على ذلك هو الإمام الحسين بن علي، عليهما السلام.
يزيد كان منتصرا ولكنه كان خاسرا لم يكسب المعركة عبر التاريخ ، والحسين عليه السلام كان خاسرا في المعركة لكنه كان منتصرا عبر التاريخ .
إن النصر الحقيقي في المعارك والمواجهات لا يقاس بعدد الجنود أو بمدة المعركة، بل بما تبقى من تأثير تلك القضية في القلوب والعقول ، وباسلوب المواجهة والتكتيك وبالنتائج المستقبلية .
لكل الشعوب التي تشاهد وتسمع صوت الحق والإنسانية وتدافع عنها، ولكل الضمائر الحية التي وقفت مع الحق وصدحت باصواتها دون خوف اوجل ولكل المؤمنين الذين اختاروا طريق التضحية من اجل القيم والمباديء نقول ؛
إن الحرب ليست إلا جولة تتبعها جولات. وان الباطل جولة والحق جولات ، والنصر ليس بالضرورة في اليوم الذي تبدأ فيه الحرب، بل قد يأتي بعد حين .
مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا {الأحزاب:23}
ولنتذكر دائمًا أن النصر، في نهاية المطاف، هو من عند الله. وان ينصركم الله فلا غالب لكم اليوم .