جعجعة بلا خجل..!
✍🏻 محمد حسن زيد ||
بسم الله الرحمن الرحيم
14 أكتوبر 2024
وجه نتيناهو كلمة للشعب اللبناني يُحرضه فيها على اجتثاث حزب الله لأن حزب الله في أضعف حالاته بعد قتل السيد حسن نصر الله وقيادات حزب الله لتعود لبنان “لؤلؤة الشرق” كما كانت قبل هيمنة إيران حسب وصف نتنياهو..
رغم إن كلام نتنياهو يردده طائفة من الصهاينة العرب الذين يُهيمنون على أهم المنابر الإعلامية والمذهبية والسياسية لكن ذلك لا يعني انه كلام صحيح،
فإسرائيل وصلت دباباتُها إلى بيروت قبل تأسيس حزب الله، واستباحت فلسطين قبل أن تتأسس الجمهورية الإسلامية في إيران، لكن هؤلاء الصهاينة لا مشروع لهم سوى ترديد اسطوانة إيران المشروخة ووظيفتهم دائما هي استثمار القسوة الإسرائيلية والاغتيالات الإسرائيلية والتدمير الإسرائيلي وتحويل الغضب تجاه هذه الجرائم الإسرائيلية المشهودة إلى غضب على إيران وعلى الشرفاء في فلسطين ولبنان واليمن وغيرها..
العجيب أن هؤلاء الصهاينة العرب أنفسهم الذين يتباكون على دماء الناس وبيوت الناس ويحلمون بالسلام مع طاغوت إسرائيل هم أسرع الناس في مجال الفتنة الداخلية والحروب الأهلية والدمار الشامل للأوطان.. تراهم يتحركون فورا في هذا الطريق دون تردد أو وازع وتراهم يبحثون عما يؤجج النيار الطائفية والمذهبية والقومية بل يختلقونها اختلاقا..
جعجع المسيحي – رضا بهلوي الشيعي – الأعراب السنة ومن يتبعهم في اليمن وفي الشام، كلهم يرون ضرورة السلام مع إسرائيل “الاستسلام”، لكنهم في نفس الوقت أدوات فتنة وحروب أهلية داخل المجتمع العربي – الإسلامي..
جعجع الذي كان من رموز الحرب الأهلية اللبنانية وصدرت بحقه إدانة قضائية حاول إشعال فتيل حرب أهلية خلال العقد الماضي عبر الاستفزاز المتكرر والقتل العشوائي لكن كان السيد حسن نصر الله يحتوي هذه الفتن بصبر عظيم رغم انه الطرف الأقوى عسكريا داخل لبنان..
جعجع هذا عشيق الأعراب وإسرائيل لا يأبه لحرص السيد على وأد الفتنة ولا لعفوه المتكرر عنه وقام فورا بعد سقوط السيد شهيدا ليستثمر الموقف ويحرض على نزع سلاح حزب الله أو على إشعال حرب أهلية ترتاح بها إسرائيل وتتفرج لبنان وهو يحترق من الداخل!
جعجع هذا لا مانع لديه أن يصبح رئيسا للبنان على ظهر دبابة صهيونية، المشكلة انه تم تدمير هذه الدبابة قبل أن تصل إلى بيروت هناك بيد أبطال الجنوب..
وظيفة جعجع والجعاجعة هي استثمار القتل والتدمير الذي تُمارسه إسرائيل ليصلوا إلى الحكم سواء في لبنان أو في اليمن أو في الشام وبدلا من أن يتوجه الغضب نحو الإسرائيلي يتحول إلى نار لإشعال حروب أهلية بعناوين مختلفة وذلك يا سادتي هو المشروع الصهيوني،
ولولا استثمارهم الحقير للتدمير الصهيوني لما كانت له فائدة عسكرية ولا سياسية ولربما ملت إسرائيل منه وتوقفت عنه..
“ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض”
والله المستعان هو نعم المولى ونعم النصير