استشهاد نصر الله سيكون رمزًا خالدًا للنضال والصمود بوجه الظلم..!
سمير السعد ||
في تاريخ الصراع العربي الإسلامي _ الصهيوني ، تبرز العديد من الشخصيات والقوى التي حملت لواء المقاومة في وجه الاحتلال الصهيوني، لكن من بين هذه القوى، يظل حزب الله رمزًا للقوة والشرف والإرادة. تأسس الحزب في ثمانينيات القرن الماضي كرد فعل على الاحتلال الصهيوني للبنان، وقد أصبح منذ ذلك الحين قوة عسكرية وسياسية فاعلة قادرة على تغيير موازين القوى في المنطقة.
تحت قيادة شجاعة واستراتيجية حكيمة، أثبت حزب الله على مدى عقود أنه قوة مقاومة لا تقهر، قادرة على الوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. إن التزام الحزب بالدفاع عن كرامة الوطن والذود عن حقوقه لم يكن مجرد شعار بل أفعال تترجم على الأرض، حيث قاد العديد من الانتصارات الحاسمة التي أعادت العزة للأمة.
وما معركة 2006 إلا أحد أهم الشواهد على بطولة الحزب وشرف مقاومته. في تلك الحرب، وعلى الرغم من التفاوت العسكري الهائل بين الطرفين، تمكن حزب الله من إلحاق هزيمة بالعدو الصهيوني ، مؤكدًا أن النصر لا يُقاس فقط بالقوة العسكرية بل بالإرادة والعزيمة والإيمان بعدالة القضية.
إن حزب الله، بصموده في وجه الظلم والغطرسة الصهيونية ، لم يكن يدافع فقط عن لبنان، بل عن شرف وكرامة الأمة العربية والإسلامية. رسالته واضحة: المقاومة حق مشروع، والدفاع عن الأرض والعرض واجب مقدس. وعلى الرغم من المحاولات العديدة لتشويه صورته أو حصره في إطار ضيق، يظل حزب الله اليوم رمزًا للمقاومة الحقيقية، مستمرًا في تقديم الشهداء والبطولات من أجل تحقيق النصر النهائي.
اليوم، ونحن نشهد تزايد الاعتداءات والتهديدات الصهيونية على المنطقة، يتجدد السؤال: كيف يمكن للأمة أن تستفيد من تجربة حزب الله في المقاومة؟ الجواب يكمن في “الوحدة، الصمود، والإرادة.”
ان استشهاد القادة في مسيرة النضال والمقاومة دائمًا ما يحمل في طياته معانٍ عظيمة وعبرًا قوية تظل خالدة في ذاكرة الأمة. إذا تحدثنا عن استشهاد شخصية مثل نصر الله في إطار المقاومة، فإن الحديث يتمحور حول القوة المعنوية والإرادة الصلبة التي تتجسد في نهج هذا القائد وتضحياته.
استشهاد نصر الله يرمز إلى قيمة التضحية التي لا تُقدّر بثمن في سبيل قضية عادلة. فهو لم يسع إلى جاهٍ أو سلطة، بل قدم حياته دفاعًا عن حقوق شعبه وأرضه. في هذا، تتجلى أهمية الإيمان بعدالة القضية والإصرار على النضال مهما كانت التحديات.
الصمود أمام عدو متغطرس مثل الكيان الصهيوني ليس بالأمر الهيّن، ولكن استشهاد القادة، مثل نصر الله، يعزز روح المقاومة لدى الشعب. هذا الصمود هو درس بأن القوة الحقيقية ليست فقط في السلاح، بل في الإرادة والتمسك بالمبادئ رغم كل الصعاب.
استشهاد القادة يُعدّ شعلة توقدها الأمة للأجيال القادمة. إنها رسالة واضحة بأن قضية التحرير لا تنتهي بوفاة الأشخاص، بل تستمر بحمل الإرث والمبادئ. استشهاد نصر الله يبرز مسؤولية الأجيال القادمة في حمل هذا المشعل واستكمال طريق المقاومة.
الشهادة توحد الصفوف وتقوي الجبهة الداخلية. استشهاد نصر الله ليس مجرد حدث فردي، بل هو دعوة لكل الأطياف للالتفاف حول هدف مشترك، وهو تحرير الأرض ورفض الاحتلال. حين يسقط قائد، يولد مكانه الآلاف من المقاومين الذين يلهمهم هذا التضحية.
الصمود بعد استشهاد القادة هو جزء لا يتجزأ من مسيرة المقاومة. فمن خلال هذا الصمود، يُظهر الشعب وقادة المقاومة أن مسيرة التحرير لا تتوقف برحيل قائد، بل تستمر بروح الاستشهاد والعزم على النصر. استشهاد نصر الله، كما هو الحال مع قادة آخرين، لا يضعف المقاومة، بل يمنحها قوة إضافية ويضفي عليها شرعية أكبر في عيون الشعب والعالم.
في النهاية، فإن استشهاد نصر الله سيكون رمزًا خالدًا للنضال والصمود بوجه الظلم. ستكون ذكراه دافعًا لكل من يحمل راية المقاومة، تذكيرًا بأن التضحيات مهما كانت عظيمة فإنها لا تذهب هباءً، وأن النصر الحقيقي يتحقق بالثبات والإيمان بعدالة القضية.