الأربعاء - 06 نوفمبر 2024

معادلة الردع الجديدة اغلقت المعركة..!

منذ 3 أسابيع
الأربعاء - 06 نوفمبر 2024

علي الخالدي ||

الإعلام الإسرائيلي والمساند له، يعيش صدمة انتشار حزب الله، في خطوط مركبة، وخاصّة بعد تغيير قواعد معادلة الردع.

المعادلة الجديدة التي اختارها حزب الله، والتي رسم خارطتها القائد الشهيد السيد نصر الله “رضوان الله عليه” [حيفآ مقابل الضاحية] والسؤال لماذا اختار حزب الله، حيفآ نداً وليس تل ابيب، او اي مدينة أخرى؟

بعد ان امسك حزب الله زمام المعركة من جديد، واخذ يحوك خيوط شباكها, على طريقة صانع السجاد، حيث ان المعركة ما زالت في بداياتها، ولم تنفتح جبهاتها خارج الضاحية، وضع الحزب قاعدة ردع المدينة مقابل المدينة، والسكان المدنيين مقابل المستوطنين، وعاصمة الكيان المزعوم مقابل بيروت، لذلك لوحظ عند استهداف بيروت قبل اسبوعين، بثلاث هجمات جوية تكتيكية، حزب قام بنفس الضربات تجاه تل أبيب، وبعد ان حدد المقاومين حيفآ هدفاً اوحداً، وكرس كل قواه هناك, إذ رفع الاختناق عن الجنوب, خفف العدو هجمات التدمير تجاه الضاحية، بعد ان كانت تصل عدد ضحايا مجاره لاكثر من ٣٠٠٠ شهيد.

إذن اختار الحزب حيفآ لأنها:

محور مواصلات حيويا وحلقة الوصل بين شمال فلسطين المحتلة وجنوبها، وهي أكبر مركز صناعي في الشمال، ووجودها اكثر قربا للجنوب اللبناني, وتشكل صناعاتها جوهر الاقتصاد المحلي في المدينة، وفيها يتوفر منشآت كبيرة لإنتاج المواد الكيميائية والنفط، وتعتبر من أهم المراكز في فلسطين المحتلة لصناعة التكنولوجيا الفائقة، بالإضافة لميناء حيفا، الذي هو أحد الميناءين الرئيسيين في فلسطين المحتلة, وهو مركز مهم للتجارة البحرية، وقد تسبب تصاعد اطلاق الصواريخ من لبنان بتباطؤ النشاط التجاري والاقتصادي فيها.

ما تقدم يعني ان شريان حياة الكيان، هو حيفآ والتي تعتبر ثاني المدن من حيث الكثافة السكانية لدى الاحتلال، هذه المعادلة ساهمت وستساهم في كبح جماح الاعتداءات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهداف حيفا حتى لو كان محدودا فإن له تأثيرا معنويا كبيرا على الجانب الإسرائيلي، وتناقل الاعلام المعادي ومنه, صحيفة “كلكليست” العبرية : الهجوم الصاروخي المتكرر على حيفا قد يؤدي لتعليق نشاط ميناء حيفا، وبالتالي خنق رئة الكيان ومتنفسه, وبهذا تم تحييد الصراع خارج الحدود اللبنانية, وحصرها في جانب الاراضي المحتلة, وذا يسمى غلق للجبة بدل من انتشارها, على كل المساحة اللبنانية والاقليمية .

معادلة الردع الجديدة، هي بمثابة خطة التفاف من الخلف، فقد قلبت موازين العدو واربكت حساباته، وجعلته يعيش صدمة السابع من أكتوبر مجدداً.