تحول المواجهة مع إسرائيل: من القومية إلى العقائدية..!
سالم رحيم عبد الحسن ||
خاضت الدول العربية مع الكيان الصهيوني عدة حروب في القرن العشرين تحت راية القومية العربية،
فكانت نتائجها الهزيمة والخسران، مثلما حصل في نكسة 1967م التي أدت إلى خسارة أراضٍ كثيرة، أهمها القدس والجولان. وقد مرت القضية الفلسطينية في ظل القومية العربية بمساومات وتنازلات عديدة، تكللت باتفاقيات السلام التي وقعتها الدول العربية مع إسرائيل، التي ابتدأت باتفاقية كامب ديفيد وما لحقها من اتفاق وادي عربة مع الأردن، واتفاقية أوسلو مع حركة فتح التي اعترفت بها هذه الحركة بعد اعتبارها الممثل الشرعي للفلسطينيين بحق إسرائيل بالأرض مقابل السلام.
توالت بعد ذلك عمليات التطبيع وفتح الممثليات في عدة دول، إلى أن وصلنا إلى تبادل السفراء والتطبيع.
هذا ليس بغريب على من يركن إلى الانتماء العرقي الذي يمثله الكيان القبلي المقيت والفاسد الذي تعتمد أعرافه على مبدأ القوة بدل الحق، ومبدأ الغلبة بدل العدل، ويستبيح القوي الضعيف، بخلاف مبدأ الثوابت العقائدية التي لا تتزحزح ولا تتبدل، فهي ثابتة بقوتها التشريعية الأهلية (فحلال محمد حلال إلى يوم الدين وحرام محمد حرام إلى يوم الدين).
كثيراً ما سمعنا وقرأنا عن قتل الأخ لأخيه، وتحالف الملوك والأمراء مع الأعداء الكافرين من أجل حكم زائل أو منفعة مؤقتة، بخلاف ما قدمته العقيدة من موقف مبدئي راسخ لا يتزحزح. ((والله لو وضعتم الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه))،
هذا هو الفرق بين الركون إلى العقيدة والركون إلى القومية في التعاطي وتبني القضية الفلسطينية. وقد من الله علينا بولادة الجمهورية الإسلامية في إيران بقيادة الولي الفقيه الذي جعل من أولويات هذه الدولة الدفاع عن المظلومين في الأرض، وأولهم الشعب الفلسطيني، فتحول الصراع من صراع قومي يخص العرب إلى صراع عقائدي يهم المسلمين جميعاً.