الأربعاء - 06 نوفمبر 2024

لماذا تعجز (اسرائيل) من الرد على هجوم (الوعد الصادق ٢)؟!

منذ 3 أسابيع
الأربعاء - 06 نوفمبر 2024

محمود الهاشمي ||

مدير مركز الأتحاد للدراسات الاستراتيجية -العراق
١٦-١٠-٢٠٢٤
أسرفت اسرائيل بالحديث عن الهجوم المحتمل لهاعلى (إيران) كرد على هجوم إيران
في عملية الوعد الصادق٢ في الاول من تشرين من العام الجاري .

تقول ادبيات ألحرب لدى الشعوب القديمة (ان من يكثر الحديث بالمطالبة بالثأر لايثأر )
وتقول ايضا (احذروا الذي يكظم ثأره).!

نعتقد ان هذا الإسراف من قبل القيادات الاسرائيلية سواء العسكرية منها او السياسية بشأن احتمية)الهجوم على ايران ،ناجم اولاً عن السعي باعادة الثقة لمواطنيها الذين خدعتهم لعقود بان (جيش اسرائيل لايقهر )وثانيا إلى قلق كبير من (صعوبة خيارات الرد ) والتي مردها إلى ؛-

١-ان اسرائيل داخلة في حرب مباشرة مع جبهات المقاومة منذ عام ،ويصعب ان تضيف
(عدوا مباشرا ) يملك من الإمكانيات العسكرية مايجعله قادراً ان يدعم محاور المقاومة ويضيف لها مصادر قوة في البعد المادي والمعنوي .

٢-ان اسرائيل جربت من قبل ان ايران ترد على اي هجوم يقع عليها حتى لو لم يكن مباشراً على ارضها كما كان مع الوعد الصادق ١

حيث ان الهجوم الأيراني جاء ردا على هجوم صهيوني على القنصلية الايرانية بسوريا
٣-ان ايران لاتتعجل بالرد إنما تختار زمنا (دقيقا )في الموعد تحقق فيه أكبر قد من الضرر بعدوها، كما حدث في الوعد الصادق ٢ حيث جاء بعد شهرين من اغتيال الشهيد هنية،

وعقب اغتيال السيد نصر الله ،وبالشكل الذي دعمت فيه موقف حزب الله ،عقب الهجوم الصهيوني على لبنان ،ووازنت القوى واحدثت الصدمة بااسرائيل عسكريا وسياسيا .

٤–ان اي فشل سيقود بالحكومة اليمينية إلى الانهيار وأحالة اعضائها للمحاكم .

خيارات الرد الاسرائيلي على ايران وفق التصريحات والتهديدات الاسرائيلية الاميركية .

اولاً-خيار استهداف المنشآت النفطية

إذا اختارت اسرائيل الهجوم على المنشآت النفطية الإيرانية سترد إيران اولاً على ماتملك اسرائيل من هذه المنشآت السريعة الاحتراق والقليلة العدد ،ثم منصاته ومصادر الطاقة بالبحر ،فيما التوقع ان تصبح جميع منشآت الدول الساندة لاسرائيل بالمنطقة تحت القصف وقد لوح قادة مقاومة (بيان لأبي علي العسكري )بذلك وسيدخل العالم عندها في أزمة للطاقة تضاف لازمة حرب روسيا واوكرانيا .

ثانيا خيار استهداف مواقع المفاعلات النووية الإيرانية إذا اختارت اسرائيل مهاجمة .مواقع المفاعلات النووية فيوقعها في (إشكالين) الاول أنها غير قادرة للتأثير بهذه المواقع لانها أصلا معدة عند التصميم في مواجهة الأسلحة المتطورة وفي أماكن بعيدة ومعقدة التضاريس وتحت الارض بعمق ١٠٠متر .

الأمر الثاني منح ايران أحقية استهداف مفاعل ديمونة الذي مرت عليه صواريخ ايران لمرتين والمتهالك كونه انشيء عام ١٩٥٨ ولم يتم ترميمه وأي قصف للمكان سيتسرب منه الإشعاع وصولا الى تل ابيب .

ثالثاً:-استهداف المجمع الرئاسي الإيراني ومجمع المرشد الأعلى سماحة السيد الخامنئي كما ورد عبر القناة ١٢ الاسرائيلية إذا قامت اسرائيل بمثل هذا الهجوم ،فان المجمع الحكومي الإيراني بالعاصمة طهران حتما تحت الحماية العسكرية الكبيرة
وايران ترى انها في معركة وتعرف كيف تحمي مسؤوليها وقياداتها ،

اما استهداف مجمع المرشد الأعلى ان استهدفوه فيكونوا قد أوقعوا انفسهم بمهلكة ،لرمزية المكان لدى العالم الإسلامي وليس لايران وحدها وبذا سيكون الرد ماحقا ومهددا لوجود اسرائيل .

رابعاُ:-استهداف اسرائيل لدول محاور المقاومة (سوريا العراق اليمن )كما ورد على لسان وزير دفاع العدو.

وهذا أمر يدل على الضعف اولاً لان إيران هاجمت من أراضيها وليس من ارض دولة اخرى ،ومن المفروض يكون الرد الاسرائيلي من حيث الارض التي جاء منها الهجوم ،
وثانيا ان اسرائيل ستضيف الجيوش الرسمية لهذه البلدان المستهدفة باعتبار انه تهديد للسيادة .

خامساً:-استهداف اسرائيل لمواقع عسكرية ،وهذا الأمر فيه صعوبة عليها ،كون المواقع العسكرية الإيرانية في استعداد دائم لأي هجوم ،وسيكون التأثير محدودا للعدد الكبير لهذه المواقع وتباعد المسافات بينها ، وعلى اسرائيل آن تتوقع الرد على جميع مواقعها العسكرية سواء التي طالها هجوم الوعد الصادق الاول او الثاني او مواقع جديدة . وبذا سيضعف من قدراتها وهي بحالة حرب فيما سيكون ذلك بمثابة إسناد لقوى المقاومة .

مهما كان نوع الهجوم الصهيوني على ايران فان مساحة ايران واسعة وتقدر ب
1,648,000 كم وسوف يتم استيعاب الهجوم اولاً ان حدث

وثانيا صعوبة المهمة على العدو
الصهيوني لبعد المسافة من الارض المحتلة إلى داخل ايران وماتحتاج الطائرات من إرضاع وغيرها ،وإذا ارادت اسرائيل الاستفادة من القواعد العسكرية الاميركية في دول المنطقة فتكون هذه الدول أوقعت نفسها في (دائرة الحرب )وتحمّل مسؤولية الرد الإيراني .

في الجانب الآخر فان مساحة الارض المحتلة (٢٢) الف كم٢ بمعنى مساحة قرية صغيرة في ايران ومهما كانت منظومة الدفاع الجوية فهي غير قادرة على صد زخم الصواريخ الهائل والذي ممكن ان يأتي مدعوما من محاور المقاومة الأخرى ،

ولانعتقد ان لمنظومة (ثاد ) للدفاع الجوي التي منحتها امريكا لاسرائيل سيكون لها تأثير كبير بصد الرد الأيراني إذا حدث حيث اكد الفريق الركن المتقاعد عبد الكريم خلف من العراق في تغريدة له على موقعه، ان سرعة الصاروخ الأيراني (فرط صوتي)يفوق سرعة صاروخ (ثاد) بحوالي (٧) ماخ ،وبذا لايؤثر كثيرا على مجريات الهجوم الأيراني ان حدث ،من جهته وزير الدفاع الايراني، العميد عزيز نصير زاده بخصوص خبر نشر منظومة الدفاع الصاروخي “ثاد” في المنطقة،فقد قال :-إن منظومة “ثاد” هي منظومة مضادة للصواريخ الباليستية، وليست بالشيء الجديد، ونحن نعتبره جزءًا من الحرب النفسية.

نقول إننا نفكر الان بالإجابة (الموضوعية ) على الأحداث ولكن تبقى اسرائيل تفكر في ميادين وساحات اخرى وفقا لعقيدتها الاستخبارية على شاكلة تفجيرات (البيجرات ) او الاغتيالات ،ومن الضروري الاستعداد لها ،فالصهاينة عرفوا بخبثهم .

في الختام نقول أن اسرائيل فاقدة لأي (استراتيجية)للحرب وان معظم هجوماتها تأتي كردة فعل انتقامي ،فمثلا عندما تتلقى ضربة قوية من احد محاور المقاومة تهرع لقتل المدنيين بغزة ،وحين عجزت ان تحقق نصرا عسكريا بغزة اتجهت للشمال لقتال لبنان
فأضافت (حربا مباشِرةً)لها وربما تفتح اخرى مع سوريا ليتشتت جيشها اكثر .

أما إذا اختارت الهجوم على ايران -سواء صغر الهجوم او كبر -فإنها ستفقد ادارة (الحرب) لان ايران ستجد ذلك فرصة لها لدعم المقاومة اولاً وانتقاء الأهداف وفقا للحاجة وثانيا ستستخدم (مواعيد الرد) بمايجعل اسرائيل في قلق دائم .