الأربعاء - 06 نوفمبر 2024

وقفة مع آيات القتال وآية لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ..!

منذ 3 أسابيع
الأربعاء - 06 نوفمبر 2024

الشيخ حسن عطوان ||

[ 1 – 4 ]

🖋 يقول جلَّ وعلا :

( وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّـهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّـهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [ الأنفال : 39 ]

ويقول عزَّ وجلَّ :

( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) [ البقرة : 256 ]

🖋 والسؤال هو :

إنَّ مفاد الآية الأولى ومثلها آيات أخرى هو وجوب قتال الكفار ،

بينما مفاد آية ( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) أنّه لا يحق لأحد أنْ يُكره الآخر على الإيمان !

فكيف يُجمع بين هذين المفادين ؟؟

🖋 الجواب :

لكي نتعرف على نظرية القرآن الكريم في قضية ما فلابد أنْ نستقصي الآيات الكريمة التي تتحدث عن القضية مدار البحث ، وبعد الجمع بينها نتوصل الى النظرية القرآنية في تلك القضية .

وللتوصل الى نظرية القرآن في قضية التعامل مع الكفار فلابد أنْ نستعرض الآيات التي تتحدث عن هذا الموضوع .

يقول جلَّ وعلا :

( وَ اقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَ أَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَ الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَ لا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ * فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ) [ البقرة : 191 – 193 ] .

ويقول عزّ وجلّ :

( وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [ الأنفال : 39 ]

ويقول سبحانه :

( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ التوبة : 5 ] .

ويقول عزَّ من قائل :

( وَ قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) [ البقرة: 214 ]

🖋 وسيقع البحث – إنْ شاء الله – في عدة نقاط :

‏◀️ الأولى :

في قوله تعالی‌ :

( وَ الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) .

كلمة الفتنة هنا ذات معنی واسع .

إذ قد يُراد بها :

– عبادة الأصنام ، بل عموم الشرك .
– إسكات صوت الحق والإيمان .
– العمل على إعادة المؤمنين الى الكفر .
– وسائر ضغوط الأعداء علی المسلمين .

‏ وأمّا شمولها لعموم الشرك فبقرينة قوله عزّ وجلّ : ( وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ ) .

‏🖋 فعبادة الأوثان – وما يترتب عليها من أنحاء الفساد الفردي والاجتماعي – كانت سائدة في مكة المكرمة وما جاورها ، والآية الكريمة تقول للمسلمين : إنّه لا يصح لكم ترك قتال المشركين خوفاً من سفك الدماء ، فإنَّ الشرك والإلحاد أشد مفسدة من القتل .

[ له تتمة ]

عظّم الله أجوركم .

[ حسن عطوان ]
20 / محرم الحرام / 1440 هج .