الواقع اللبناني الى اين؟!
أمين السكافي (لبنان) ||
فهم الواقع منذ بدأ العدوان الصهيوني على لبنان والذي بدأ منتشيا ظنا منه بأنه أصاب المقاومة في مقتل عندما أستهدف قياداتها الواحد تلو الآخر وصولا لمجزرة البيجر والاسلكي وبعدها إغتيال حزب الله في شخص أمينه العام ظنا منه أن بضربه للمفاصل والرأس ستسقط المقاومة كحجارة الدومينو وسيكون مصيرها التشتت وربما وصل بأحلامه أن يأتوا إليه معتذرين عن سنة أذاقوه فيها الويلات ،
ولكن ما حصل خلاف ذلك وهذا ما عاينوه بعد القصف الجوي المركز على الضاحية والجنوب والبقاع وهي السياسة العسكرية المعروفة بالأرض المحروقة .
بدأت القوات الإسرائيلية بالتقدم إتجاه الجنوب اللبناني ظنا منها أن دخولها سيكون آمنا مطمئنا ولكن المفاجأة أن(حساب الحقل لم يتناسب مع حسابات البيدر) وهو مثل لبناني يعني أن كل توقعاتهم ذهبت أدراج الرياح فالطريقة التي أستقبلهم بها مجاهدوا المقاومة قلبت موازين خططهم التي وضعها الجهابذة من جنرالاتهم وأستفاقوا بعد غفلة على واقع أليم لهم طبعا ،
إذ ها هي المقاومة بكامل جهوزيتها وأسلحتها ومناوراتها وكوادرها وكأنه لم يمسسها بشر بسوء رجال الله في الميدان يواجهون بشراسة أية محاولة للتقدم وإن كانت مصلحة المقاومة والخطط التي وضعتها بترك العدو يتقدم هنا أو هناك لبضعة أمتار فهذا كله محسوب ومدروس.
لقد ظن العدو أنه بإقتلاع الرأس سيسقط الجسد ولم يفهم بعد أن رأس وعقل هذه المسيرة المباركة من الله هي فكرة وعقيدة وهاتين لا تسقطان بمرور الزمن فنحن من مدرسة سبط الرسول الذي أستشهد في كربلاء وقطع رأسه وإلى اليوم لا زالت مدرسته تخرج الثوار والأحرار .
نحن اليوم على مشارف الأسبوع الثالث من الهجوم البري الفاشل الذي يتخبط قادته قبل جنوده من أين وكيف ومتى سيحاولون الدخول وحتى تكتمل معاناتهم فالأسلحة الصاروخية التي أدعوا قصفها لا زالت تزغرد للشهداء عند إنطلاقها إلى الداخل الفلسطيني.
فسلام عليها يوم صنعت ويوم تطلق ويوم تنفجر في أهدافها موقعة الخسائر في عسكر العدو والرعب في مستوطنيه فإلى الآن المقاومة ما تزال وبعكس الصهاينة تحيد المدنيين ولا أعلم إلى متى فالعين بالعين والسن بالسن والباديء أظلم ،منذ بضعة ساعات كانت عشرة مروحيات تنقل جثث وجرحى العدو من مثلث رامية القوزح وعيتا الشعب المشهوره بصمودها ومقاومتها .
فما الذي يريده العدو ولنبسط الأمور وأنا من الدعاة دائما لتبسيط المسائل بحيث يصبح فهمها أفضل إسرائيل ظنت أنها أنتصرت بعد الوقائع التي ذكرناها سابقا ولكن أصطدمت برجال كالجبال تهتز الجبال ولا يهتزون حسنا نحن ومنذ بدأ طوفان الأقصى تفاجأ الجميع بمن فيهم نحن.
ومع ذلك أخذنا قرارنا ودخلنا إلى الميدان دعما لغزة ولفلسطين وكنا نعلم علم اليقين أننا سندفع ثمن وقوفنا مع غزة ولمدة سنة كان العدو يهدد ويتوعد لبنان وكان الموفدين لا ينقطعون يحملون ترغيب وترهيب الكيان ومع ذلك بقيت المقاومة على موقفها بل حتى أنها تخطت الإسناد إلى الحروب الصغيرة .
وكنا نعلم أننا أولا وآخرا ذاهبون إلى المواجهة مع العدو الصهيوني قد نكون تفاجأنا بعدد الشهداء من المدنيين الذي بلغ ما يقارب ٢٤٠٠ شهيد لظننا أنه سيتعامل معنا كما نتعامل مع مدنييه ،
وطبعا الدمار هذا هو ديدنه ولقد أعتدنا على قذارته وهمجيته ولكن السؤال ما الذي بينه وبين قوات حفظ السلام ولما يدعي هو وهي أنه يهاجمها وهذه القوات التي يبلغ عديدها أكثر من عشرة آلاف جندي لماذا هي موجودة بكامل عتادها وأسلحتها أليس لوقف أي معتدي يحاول تجاوز الخط الأزرق وبدل أن تكون القبعات الزرق موجودة لحماية الناس والممتلكات أظهرت عجزها وأنها هي من تحتاج الحماية .
علامة إستفهام ثانية إنتهت ولاية الرئيس عون عام ٢٠٢٢ ومنذ ذلك الوقت ولبنان دون رئيس وحكومة ميقاتي هي التي تصرف الأعمال بالبلاد فلما حمي الوطيس فجأة عن ضرورة إنتخاب رئيس وبدأ طرح الأسماء للتداول.
ولكن لماذا أستيقظ الساسة اللبنانيون على موضوع الرئاسة فجأة هل ظنا منهم أن وقائع الميدان تسمح لهم بالإتيان برئيس غب الطلب ولكن ليس هذا ما يقوله الميدان إلا إذا وقف الزمان عندهم قبل عشرين يوما ولم يعودوا يتابعوا أخبار الميدان وإن كانت للميدان كلمة فلنبارك لسليمان إفرنجية بالرئاسة مع أن المقاومة لم تخلط يوما السياسة بالميدان .
كثر الحديث عن وقف أطلاق النار والمبادرات الداعية لذلك بدأنا ب ١٧٠١ مع أنه يلبي مطالب الكيان ببسط الجيش سلطته في الجنوب مع القبعات الزرق ولكن كيف ستنسحب المقاومة من أرضها أنقول للمقاومين أنقلوا عائلاتكم من أرضها وأرزاقها كرمى لعيون الصهاينة ولنفترض أن العدو كما عادته إعتدى على الجنوب فهل للجيش القدرة والإستطاعة للدفاع عنه أم أن قوات حفظ السلام ستدافع عنه وهي بحاجة لمن يدافع عنها ،
بعدها بدأ الحديث عن ١٥٥٩ ما دخل ما يجري الآن بهذا القرار الذي عفى عليه الزمن ولماذا نفض الغبار عنه ومن يريد بلبنان أن يذهب إلى حرب أهلية وأخيرا وليس آخر طرح الوزير جنبلاط (ولا أظنها سوء نية منه)للعودة إلى.
إتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان وعصابات الهاغاناه عام ١٩٤٩ ولا أعلم كيف ستستقيم الأمور وهل هذا كله سيجعلنا نوقف دعمنا وإسنادنا لغزة أم ماذا؟
وآخرا في بعض الأروقة السياسية وخصوصا الصهيونية يتم الحديث عن ميت يريدون أحياءه وهو ما يدعى بتركة السيئة الذكر غونداليزا رايس والمعروف بالشرق الأوسط الجديد الذي حاولت أميركا ومعها حلفائها من غربيين وعرب تمريره عام ٢٠٠٦ ولم ينجح وذاب حبره على أقدام المجاهدين في عيتا ومارون ويارون وبنت جبيل.
وحاولوا بعدها بالربيع الشتوي ثم كان الإنقلاب على ما سمي بالثورات والهدف الرئيسي تقسيم المقسم أي سايكس بيكو جديد وهذا الأحمق نتنياهو يظن بأن ما عجز عنه العالم سيستطيع هو تحقيقه ليفرض من بعدها ما أصطلح على تسميته بإسرائيل الكبرى وهذه كانت قد إنتهت عند هروب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام ٢٠٠٠ ولكنه إن أراد بغبائه أن يحاول فليجرب وبيننا الأيام والليالي والميدان .