هل يمكن قطع رؤوس الهيدرا/4؟!
الكاتب والباحث والاكاديمي صلاح الاركوازي ||
ايضا يضيف المترجم دكتور الغانم من ان اهداف معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، والذي صدر عنه هذا الكتاب الذي بين أيدينا ، تأسس سنة ٢٠٠٦ ، تتلخص في :-
إعداد أبحاث أساسية تقوم بها نخبة رفيعة المستوى من الأكاديميين، ومن العاملين في مجال الأمن القومي للدولة العبرية، ولديهم خبرات طويلة ومعارف رصينة بأحوال الأمن وقضاياه في الشرق الأوسط، ومناطق أخرى من العالم. ومن أبرز خبراء المعهد :
الجنرال المتقاعد غيورا ايلاند – رئيس مجلس الأمن القوى الإسرائيلي السابق و د. شموئيل إيفن – صاحب مشروع قانون للجيش الإسرائيلي : تنظيم المسؤوليات والصلاحيات بين المستويين السياسي والعسكري في أعقاب دروس حرب لبنان الثانية، والمحامية تسابيا غروس المستشارة القانونية السابقة لجهاز الأمن القومى، وهى شريكة لشموئيل في وضع المشروع المذكور مع عدد من الساسة والجنرالات الإسرائيليين المتقاعدين .
ويضيف الغانم ايضا من انهفي أكتوبر ۲۰۰۸ صدر التقرير الإستراتيجي الإسرائيلي، عن ((معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي – الذى أصدر الكتاب الذي بين أيدينا)) – وهذا التقرير يغطى موضوعات مهمة محلية وإقليمية ودولية، ومن أهمها :-
{{عجز إسرائيل عن شطب حزب الله من معادلة المواجهة}} ، ويستعرض التقرير بهذا الخصوص عدداً من السيناريوهات المتوقعة في المستقبل المنظور، وفق رؤية تختلف عن الرؤية التي نجدها بشكل مكثف لدى بركوفتس في ملحق هذا الكتاب الذي بين أيدينا . ويتناول التقرير أبعادًا أخرى من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكداً في هذا المحور على تلاشي فكرة الدولتين : الفلسطينية والإسرائيلية كنهاية متوقعة لمسار المفاوضات، لماذا؟
يجيب التقرير : لأن إسرائيل ليس بمقدورها أن تحقق نصراً ساحقا على حزب الله، لكونه منظمة تخوض حرب عصابات ميدانية، إضافة إلى الحماية والحصانة التي تمنحها إياه الدولة اللبنانية التي ما زالت دولة معادية في نظر تل أبيب .
ويلقى التقرير بنظرة مستقبلية متوقعاً حربًا أخرى على لبنان، مشيراً بصورة صادمة» لإسرائيل إلى أن حربا قادمة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله لن تكون بالضرورة نتائجها أفضل من سابقتها التي حصلت في صيف ٢٠٠٦ ،
ومنيت بها تل أبيب بهزيمة ساحقة، ويستند التقرير في ترجح هذه الفرضية على أن ميزان القوى بين إسرائيل ومقاومة حزب الله لم يتغير، بل بقى على حاله منذ انتهاء الحرب الثانية، كما أن التحسينات التي طرأت على الجيش الإسرائيلي قابلها تطوير ملحوظ لدى قدرات حزب الله العسكرية .
((والمترجم الدكتور الغانم في ترجمته يشدد على ان المؤلف يؤكد بان اي حرب وغزو جديد من قبل الكيان الغاصب فأنه نتائجه لن تكون احسن وأفضل من نتائج حرب عام 2006))
طرح التقرير الإستراتيجي الإسرائيلي – أيضا – سيناريوهين مؤكداً على أنهما مرشحان للاستمرار على الساحة الفلسطينية، أولهما ؛-
هو استمرار ضعف السلطة الفلسطينية بقيادة عباس، رغم ما أسماء التقرير الدعم المادي والمعنوى الكبير الذي تحظی به سلطة عباس من قبل إسرائيل والمجتمع الدولي . أما السيناريو .
ثانيهما :- فيحدده التقرير في إطار تنامى القوى الإسلامية الراديكالية على الساحة الفلسطينية، وزيادة قوة حماس رغم قسوة الحصار المفروض عليها وعلى قطاع غزة بأكمله .
لك أن تعرف – أيها القارئ الكريم – أن من بين المشاركين في إعداد التقرير الإستراتيجي الإسرائيلي كلاً من :
1- رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال غيورا آيلند،
2- ورئيس شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية سابقاً الجنرال يوسى كوبر فاسر،
3- ورئيس معهد موشيه دايان البروفيسور أيال زير المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط، وكبير المحللين السياسيين في صحيفة هآرتس الإسرائيلية ألوف بن، والحائز على شهادات علمية عليا في القانون الدولي إيريز زيونيتس.
4- والباحث في معهد أبحاث الأمن القومى ومركز دراسات بن غوريون زکای شالوم
5- والدكتور أفراييم كام مساعد رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، ومدير معهد شتاينميتي لأبحاث السلام أفراييم ليفيا،
6- ومدير معهد أبحاث الإرهاب يورام شفايتسر. ولك أيها القارئ الكريم أن تقارن ذلك مع أسماء الخبراء والباحثين الذين يعملون في مراكزنا الإستراتيجية وتظهر أسماؤهم على التقارير والأبحاث التي تصدر عنها؛ لتستنتج بعد ذلك – بمعرفتك – ما تشاء من نتائج .
كذلك يضيف المترجم من ان تلك الأمثلة من مراكز الدراسات الإستراتيجية وأبحاث الأمن القومي – التي أشرنا إليها بإيجاز
تدلنا بوضوح على أننا في البلدان العربية لا زلنا نعيش تحت وطأة نموذج الدولة السلطانية بعد أن تجاوزها التاريخ، وتجاوز قدرات الحاكم الفرد، والأسرة المالكة والعشيرة المتسلطة والزعيم المهم والقائد التأريخي الى اخر هذه المعروفة المملة .