الجمعة - 11 يوليو 2025
منذ 9 أشهر
الجمعة - 11 يوليو 2025

د. أحمد الخاقاني ||

القرآن الكريم وهو كلام رب العزة بلا شك ولا شبهة بالنسبة للمسلم الموقن يتحدث عمن يحمل الهَم هَمُ الأمة وهَم المسلمين ويتحدث عن هذا الهَم بشكل ممكن نعبر عنه كونه نوع من أنواع أداء الشكر لله ومن جملة شكره سبحانه هو حمل هَم القضية الحق والمذهب الحق وما يتعلق بهَمٍ لدين وارض وعِرض ومال وشرف ووووو ألخ .

ورب العزة يقول في كتابه العزيز
“اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚوَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ”

فأهل الشكر قليل سواء كان شكر لفظي أو عملي فهم الفئة التي تحمل الهَم هَم عبادته وهَم شكره وهَم العبادة من سنخ هَم الشكر فكلاهما واحد فمن كان ظاهره عابداً كان باطنه شاكراً ومن كان ظاهره شاكراً كان باطنه عابداً وهُم القليل من عباد الرحمن وهذا ليس بدعاً مني بل قول حكيم خبير لذلك الله تعالى ذم الكثرة حينما قال عنهم في كتابه العزيز

“لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ”.

ونحن في هذا الزمن العجاف والصراع بين أهل القلة من أهل الحق وأهل الكثرة ممن خالفهم من أهل الباطل .

نرى أهل القلة والشكر والعبادة يحملون هَم الأمة الإسلامية وأبناء هذه الأمة بغض النظر عن التمذهب فحامل الهَم يرى بأن ابن المذهب الآخر هو مثل ابنه أو ابنته أو أخيه أو أخته أو أبيه أو أمه والسبب هو أنه من أهل القلة والشكر والعبادة ويرى من واجبه حمل هَم اخوته في الإسلام فضلاً عن الإيمان .

ولو نظرنا بين كل أهل الأرض لوجدنا بأن الاكثر ليس على الحق والإسلام والهداية وتنطبق عليهم الآيتين السابقتين .

ثم لو نظرنا لكل المسلمين في العالم سوف نجد بأن الأكثر ليس من أهل القلة لأنهم لا يحملون هَم الأمة الإسلامية وأبناء هذه الأمة وأهل القلة هُم من يحمل هذا الهُم من مختلف المذاهب وخصوصاً من اتباع مذهب أهل البيت “عليهم السلام”.

وحتى في أهل هذه القلة لو نظرنا لهُم بأنهم كثرة سيكون منهم من يحمل الهَم بشكل كبير وهُم أهل القلة ومن يحمل الهَم بشكل أقل وهُم أهل الكثرة .

وهكذا حتى يبقى الأندر والأقدر والأكثر عبادة وشكر وحمل للهَم.

وهذا ميزان قرآني حكيم فيقول لكل عبد أنظر في نفسك أين أنت أمن أهل القلة أهل العبادة والشكر وحمل الهَم أم أنت ممن كره الحق وصار من أهل الكثرة أهل الإخلاص الظاهري دون الباطني وأهل الهَم والإهتمام الظاهري دون الباطني فبعض تحركاتنا ليس لأجل الهَم الأكبر بل لأجل مكسب هنا وأخر هناك

“وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ”

واليوم نحن في لحظات مصيرية من لحظات الأمة الإسلامية والله ينظر ومطلع ولا تخفى عليه السرائر ويرى من يحمل الهَم وله القدرة ففعل وحمل السلاح وقاتل أو بالمال فجهز ومن يحمل الهَم فعجز عن الفعل فكان سلاحه الدعاء والتضرع والبكاء وكلامها يحمل الهَم والله يرى من تخاذل بالظاهر فضلاً عن الباطن ومطلع “يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ”

والنصر إن لم يأتي اليوم فغداً أو بعده أو بعد حين فهذا وعد الحق سبحانه وهو صادق الوعد ولن يخلفه ونقول لمن لم يحمل الهَم .. القبر خير حاكم .وعن أبي عبد الله “عليه السلام” ان النبي “صلى الله عليه وآله” قال:

“من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم” .