الذين لم يستشهدوا..!
محمد الحسن ||
فلسطين ومنذ البداية، لا يليق بها سوى الشهادة، ومن يحمل قضيتها ليس أمامه سوى اثنتين: ان يموت شهيدا او ان ينتصر، وما بينهما المهادنة او السلام الذليل.
قاتل ياسر عرفات منذ الستينات، وقد كانت حركة “فتح” تكاد تكون المقاومة الوحيدة في الساحة الفلسطينية، وبعد سنوات من عمر الحركة لم تبلغ العشرين سنة، وتحديدا في عام ١٩٩١ احتضنت أوسلو عاصمة النرويج اجتماعات سرية بين “فتح” والكيان الاسرائيلي أفضت إلى عقد اتفاقية سلام اعترفت بها فتح بالكيان وحقه بالسلام والامن، ويفترض ان تحل القضية خلال ثلاثة سنوات، وهو مالم يحصل، فقد ابتلع عرفات طعما او ربما خدع، او انّه ملَّ من القتال..
مات بعدها بعقد من الزمن مسموما!
وجاء بعده محمود عباس ليتولى سلطة على ورق، يتحكم بها الشرطي الاسرائيلي ولا تمتلك قرار دخول رئيسها إلى الحمّام.
هؤلاء اغوتهم مفردة “سلطة” وأذلّهم “سلام” مزعوم، فمات منهم كثير، وشاخ البقية وهم اذلّاء، لم يقدموا للقضية الفلسطينية سوى الضياع والهزيمة، لم يستشهدوا غير أنّهم ماتوا ومن تبقى بطريقه إلى المصير المحتوم، ومن لم ينتصر او يستشهد من اجل قضية الشرف، يكون رحيله صامتا ومن دون ان يترك فكرة او موقف،
وهذا ما يريده الكيان الغاصب.. لا يريد شهداء، لأنّ الشهيد قضية لن تموت، قضية تتجدّد ومعها يتجدد الرفض وتتطور ادوات المقاومة. ربما الشيء الوحيد الذي قدمه الذين لم يستشهدوا هو اليأس والإحباط الذي اصاب الشعب الفلسطيني،
وهذا ادىّ إلى تأسيس حماس والجهاد والفصائل المقاومة في فلسطين.. فصائل وحركات قدّمت قادتها شهداء في ساحات الكرامة، وهو ما اعاد قضيتهم إلى الواجهة وسوف تبقى إلى حين الدولة المارقة. عندما استشهد سماحة الامين العام العلام السيد الشهيد حسن نصر الله (قدس) انتشى الكيان قليلاً، وبعدها بقليل بدأت صرخات الهزيمة تنقل مباشرة من على شاشاته!
شهادة السنوار ستوسع دائرة الرعب التي يعيشها مجتمع الدولة المارقة.