الثلاثاء - 05 نوفمبر 2024

أجواء معركة بدر..مرة أخرى..!

منذ 3 أسابيع
الثلاثاء - 05 نوفمبر 2024

الشيخ حسن عطوان ||

يقول عزَّ من قائل :

( إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَ هُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى‏ وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ لَوْ تَواعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وَ لكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّـهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى‏ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللَّـهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .

هذه الآية المباركة تتحدث عن أجواء معركة بدر ، حيث خرج المسلمون من المدينة للحصول على قافلة قريش التجارية تعويضاً عمّا سلبه المشركون منهم بعد إخراجهم من بيوتهم ظلماً وعدواناً ، ولم يكن المسلمون يخططون لمعركة ، بل لم يكن الكثير منهم راغباً بالقتال .

يقول جلَّ وعلا :

( وَ إِذْ يَعِدُكُمُ اللَّـهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَ تَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَ يُرِيدُ اللَّـهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ ) .

لكنَّ الذي حصل إنَّ المسلمين ضاع عليهم أثر القافلة ، ولعله لولا ذلك لأتبعوها ، ولم تحصل معركة بدر التي تحقق فيها النصر العظيم .

وبغض النظر عن كل ذلك فإنَّ عدد المسلمين وإمكانياتهم كان أقلّ بكثير من عدد وإمكانيات العدو في كل شيء ، ولعلهم لو كان الأمر لهم فلن يختار كثيرون منهم القتال..

ولكنَّ إرادة الله سبحانه شاءت غير ذلك ..
هم خطّطوا لشيء ..
والله سبحانه من عليائه أراد أمراً آخر ..

( لِيَقْضِيَ اللَّـهُ أَمْراً كانَ‌ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيی‌ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) .

ما أريد أنْ أقوله ونحن في ساحة معركة شرسة تفرعن فيها العدو وطغى ..
وقد ركز بين إثنتين ..
بين السلة والذّلة ..

لقد مرّ من قبْل مثل ذلك ، بل ما هو أشد على الأنبياء والأئمة ..‏

يقول جلّت قدرته :

( إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا * هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً ) .

ويقول ايضاً :

( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى‏ نَصْرُ اللَّـهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ ) .

فليس لمجاهدينا وبيئتهم إلّا الصبر والجَلَد ..
فاصبروا يرحمكم الله ..

و ” يقيناً كله خير ” .

اللهم أنزل على قلوب المجاهدين سكينة من عندك ..
وأنزل على صدورهم صبراً من عليائك ..
وانصرهم بنصرٍ عزيز مؤزر من مجدك وعزتك ..
فأنت وحدك الناصر المعين .

عظّم الله أجوركم .

[ حسن عطوان ]