التطرف الديني سلاح فتاك لمحاربة الدين والقضاء عليه..!
محمود المغربي ـ اليمن ||
من أهم الأسباب التي أدت إلى ابتعاد الكثير من أبناء الأمة عن الدين والنفور منه ومحاربته وكراهية رجال الدين والذهاب للعيش على طريقة الغرب وانخفاض عدد من يعتنق الإسلام التطرف الديني والتشدد والفهم الخاطئ للدين وفرض عادات وتقاليد مجتمعة على أنها من الدين.
ومنذ ظهور الإسلام وحتى اليوم عمل الحكام العرب والمسلمين على استقطاب رجال الدين والجماعات المتطرفة وجعلهم جزء من السلطة وتشجيعهم على المغالة والتطرف الديني ليس حب في الدين بل لاستغلال ذلك في تقوية وتعزيز سلطاتهم وكي يقمعوا بهم كل من يعارض أو يهدد ملكهم بإسم الله والدين.
وحتى يخوضوا بهم المعارك والحروب بإسم العقيدة ودفاع عن الدين فليس هناك أفضل ولا أقوى ولا أشجع من مقاتل متطرف مدلج دينينا وليس هناك من هو مستعد للموت بسعادة ودون خوف من صاحب عقيدة دينية وهذا ما جعل الحاكم العربي والمسلم يتحمل أعباء وعواقب وجود وتقاسم السلطة والثروة مع العلماء والجماعات المتشددة والمتطرفة.
وهذا الأمر لم يقتصر على الحكام العرب والمسلمين بل تم استغلال الدين والمتطرفين دينينا من قبل الحكام اليهود والمسيحيين وحتى البوذيين وحتى من كانوا مشركين وكفار كانوا يعملوا لخلق دوافع دينية لإخضاع المجتمعات وسلب أرواح وأموال وعقول الناس وهناك من عبد الشمس والبحار والجبال والنار والأرواح الشريرة والظواهر الطبيعية وقدم لها القرابين والاضحيات البشرية والمادية بإسم الدين والرب.
بعد أن عجز البشر في إيجاد دوافع آخرى غير الدين والرب ناجحة لإخضاع المجتمعات وجعلهم ينفذون توجيهات السلطة دون جدل أو تردد حتى لو كانت تلك السلطة فاسدة وظالمة إلا أن هناك من هو أسوأ من حاكم أستغل الدين والمتطرفين للدفاع عن سلطاته ووطنه وتوسيع ملكه من يستخدم التطرف الديني لتشويه الدين والإساءة إليه وتكريه الناس به والدفع بهم للكفر والخروج عن الدين كون العقل والفطرة تجعل الإنسان يرفض ويتمرد على كل ما هو غير صحيح ومنطقي ويتعارض مع العقل والعلم وبالطبع الدين الصحيح لا يتعارض مع العقل والمنطق والعلم .
بل يعزز ذلك ويستخدم العقل والعلم لإثبات حقيقة الدين وعظمة وقدرة وحكمة ووحدانية الله والمغالة والتطرف ليست من الدين بل هي من صنع البشر وتتعارض مع العلم والعقل والمنطق وتدفع بالناس إلى ترك وكراهية الدين كونهم يعتقدون أن تلك الأشياء الموضوعة من أساسيات الدين وتعاليم الرب وقد استفاد اعداء الاسلام من العلماء والجماعات المتطرفة.
وتم تفريخ وصناعة الكثير من العلماء والجماعات المتطرفة من قبل اعداء الاسلام لتشويه وضرب الدين أسوأ ضربة وحققوا أعظم النجاحات وكان لذلك تأثير كبير ونتائج عظيمة تفوق كل ما حققته الحروب الصليبية وغيرها من المعارك والهجمات والمؤامرات على الإسلام واعتقد أن ما فعله النظام السعودي بواسطة الوهابية هو الأعظم والاكثر تدمير وما نشاهد من تفسخ وانهيار للمجتمعات الإسلامية خصوصا في دول الخليج هو نتاج عمل الوهابية ومائة عام من العمل المتطرف والخبيث خلق أجيال متمردة كارهة كافرة بالدين حاقدة عليه.
ولم يقتصر الأمر على دول الخليج بل وصل التطرف والفكر الوهابي إلى كافة الدول العربية بمن فيها اليمن وإلى أفريقيا وآسيا وأوروبا وحتى أمريكا بعد أن سخر النظام السعودي نصف ما يجني من أموال من النفط والسياحة الدينية لنشر وفرض الفكر الوهابي وللترويج للنسخة الجديدة من الإسلام الوهابي ونشرها وتعميمها في كل أنحاء العالم بتوجيهات وتسهيل ودعم من أمريكا وبريطانيا والصهيونية العالمية.
نحن اليوم نقطف الثمار السامة مما زرعه النظام السعودي والوهابية وما حالة التشفي والفرح الصادرة عن الشعوب العربية والخليجية ومن الكثير من أبناء الأمة باستشهاد رموز وقادة المقاومة ومناصرة وتأييد الكيان الصهيوني إلا جزء يسير من تلك الثمار ولن يتم مواجهة ذلك ومعالجة اثار الفكر المتطرف إلا بفكر صحيح متسامح ومتوافق مع قيم وتعاليم الاسلام الصحيحة وبأسلوب علمي ووعي كبير وليس بالقمع والتكفير والتفسيق والتخوين والتقسيم بين كافر ومؤمن حتى لا نزيد من عددهم ونكون مشاركين في تشويه وهدم الدين.