إلى بيئتنا الشريفة..!
السيد بلال وهبي ـ لبنان ||
السلام عليكم يا أشرف الناس، وأطهر الناس، وأصدق الناس، وأوفى الناس، وأخلص الناس، وأصبر الناس، حفظكم الله جميعاً، وفرَّج عنكم، وكشف كروبكم، ونصركم، وأَعَزَّكم في دُنياكم وآخرتكم.
ها نحن بدأنا نرى تحوُّلاً سريعاً في الأحداث، وقدرة فائقة من أبنائكم الأبرار ليس على التعافي وحسب، بل على المبادرة، وقد قال سيِّد سعدائكم: إن الكلام للميدان. وما يرشح من الميدان يبَشِّر بالخير إن شاء الله.
المطلوب منكم المزيد من الصبر والثبات، والمزيد من الثقة بالله تعالى وبهم، ومواكبتهم بالدعاء والذِّكر، واللجوء إلى الله تعالى باستغاثته واستنصاره.
هذه الحرب لها عِدَّة ميادين، الميدان العسكري واحد منها، والميدان الاجتماعي واحد آخر، والميدان الإيماني ثالث، وهو من أهم الميادين، إن الخسارات التي مُنينا بها وهي عظيمة، لعل واحدة من غاياتها تعميق توحيدنا لله في قلوبنا ونفوسنا، وضرورة رجوعنا إلى الله الذي لا مؤثِّر في الوجود سواه.
لقد جاء في الحديث عن النبي (ص) والأئمة الأطهار (ع) أن الدُّعاء سلاح المؤمن، ودِرعه، وحِصنه، والآن الآن وقت الدعاء واللجوء إلى الله، لجوء العبد الضعيف الذي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضَرّاً، فادعوا الله للأبرار الأبطال، وكونوا على يقين أن دعاءكم يؤثِّر في ثباتهم وتأييد الله لهم، وإمدادهم بملائكة من عنده ليثبِّتوهم، والله يتكفَّل بإلقاء الرُّعب في قلوب أعدائهم، وهم يقومون بما عليهم القيام به، كما جاء في سورة الأنفال المباركة.
وما يُنقَل عن هؤلاء الأبرار في هذا المجال تقشَعِرُّ له الأبدان، إنهم يلمسون لمس اليد، ويرون رأي العين بركات دعاء المؤمنين لهم، فلا تَمَلوا من الدعاء والذكر، فهذا ميدانكم أنتم، واحرصوا على أن تكونوا على طهارة وأنتم تدعون الله.
تقبَّل الله أعمالكم وأعمالهم، وأجاب دعواتكم ودعواتهم، وأفرغ عليكم وعليهم الصبر، وأنزل عليهم وعليكم النصر، وأنزل على عدوكم الكَبت.