تزييف الحقائق وغياب الضمير: عندما ينصاع المسلمون لدعاية العدو..!
د. عامر الطائي ||
ليس غريبًا على الإنسانية أن تشهد انحرافاتٍ في الفكر والتصور، لكن من المؤلم حقًا أن يأتي الانحراف من صفوف المسلمين، ممن يُفترض بهم أن ينحازوا إلى الحق والعدالة، لا أن ينخدعوا بالدعايات الكاذبة.
إن الذي نشهده اليوم من انصياع بعض المسلمين للإعلام الزائف الذي يُروجه العدو الصهيوني ليُثير القلوب ويُضل العقول، هو جرح نازف في جسد الأمة الإسلامية.
لقد صار الإعلام سلاحًا قويًا، إن لم يكن الأكثر فتكًا من الرصاص والمدافع؛ إذ بات يُشكل الأفكار ويُوجه الآراء. ولعل أخطر ما في الأمر، هو أن بعض أبناء هذه الأمة أصبحوا كالأدوات في يد العدو، يروجون لخطابه الباطل ويساهمون في تقويض أُسس التضامن والدعم للمظلومين في فلسطين ولبنان.
هؤلاء الذين آثروا أن يسدوا آذانهم عن سماع أصوات الأطفال الذين تُهدم بيوتهم فوق رؤوسهم في غزة وجنوب لبنان، وعن مشاهد الأمهات اللواتي يُفجعن بأبنائهن، وقد طالتهم أيدي الظلم.
أليس من حق هؤلاء على أبناء أمتهم أن يُدافعوا عنهم، أن يرفضوا الظلم ويتصدوا للطغيان؟ بل أليس من واجبهم أن يُعَرّوا للعالم كله الإجرام الصهيوني؟
إن ما تفعله المقاومة اللبنانية، والتي أذهلت العالم بتصديها لقوى الظلم، هو مثالٌ يجب أن يُحتذى به، لا أن يُدان. ولعل هذا الموقف المُخجل من البعض ليس إلا انعكاسًا لضعف في المبادئ وتراجع في القيم.
إن الواجب على كل مسلم أن يتبصر في الحقائق وأن يقرأ التاريخ بعيونٍ مفتوحة، فلا ينساق وراء الزيف، بل يُميز بين الحقيقة والدعاية.