الاثنين - 21 ابريل 2025
منذ 6 أشهر
الاثنين - 21 ابريل 2025

أمين السكافي ـ لبنان ||

 

في مقالتي السابقة ذكرت الرياء الدولي وخصوصاً في موضوع لبنان وفلسطين وكيف أن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين فيغفر لإسرائيل وحشيتها ويلوم الأطفال لموتهم بالحمم المتساقطة على روؤسهم ،

ولكن أخت عزيزة تساءلت لما لم أذكر العرب في المقالة وهي على حق وأنا على حق فأنا لم أذكرهم حبا بهم أو مهادنة لهم بل إستصغارا لشأنهم لأنهم أتفه من أن يذكروا ،

لو لا زلنا في الجاهلية لكان أفضل لنا ولهم وللأطفال الذين يقطعون يوميا وترمى جثثهم لكلاب الشوارع تنهشها جوعا فإذا كان البشر لا يجدون ما يأكلوه فكيف بحيوانات الشوارع .

الحقيقة أن الأمة العربية لم تعد تأتي على بالي وأنا أكتب عن فلسطين ولبنان وذلك لأني أردد لهم مع الحوراء زينب : ولئن جرت عليَّ الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى”،

“ولئن اتخذتنا مغنماً، لتجدنّ وشيكاً مغرماً، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك، وما ربك بظلام للعبيد، وإلى الله المشتكى وعليه المعول”.

وهذا ما أفكر فيه حين يخطرن على بالي فهم لا شيء مجرد أعداد على هامش الحياة طفيليات لا وجود لها إلا لتقتات على دماء الشعوب المستضعفة يبلغ تعداد الأمة العربية ٤٢٣ مليون متخاذل والمقصود بالأمة هي التي تعتنق نفس الأفكار لناحية الدين والعادات والتقاليد إضافة إلى اللغة ويكفي كبداية أن تعرف عزيزي القارىء أن ستة ملايين يهودي يتحكمون بغالبية هؤلاء العرب منذ بدايات القرن الماضي وهذا يعطيك فكرة عن النوعية التي تشكل هذا العدد الكبير .

العرب موجودين قبل الإسلام وكانت لهم عادات وتقاليد منها الجيد ومنها السيء ومن العادات التي كانت سائدة في الجاهلية وأقرها الإسلام فيما بعد :الكرم وحماية الجار وإكرام الضيف والشمم والإباء والبذل والعطاء والدفاع عن العرض والصدق في القول والشهامة والشجاعة والوفاء بالعهود والحلم والعفة والنخوة هذه كانت جزءا من عادات العرب في الجاهلية أما ما يدعى اليوم بالمستعربين فهم كل شيء إلا ما يمت للعروبة بصلة ،

عندما جاء الإسلام جعلهم أمة واحدة وفي بوتقة واحدة وألغى التفاخر بالحسب والنسب وأن الكل سواسية أمام الله وأن لا فضل لإعرابي على أعجمي إلا بالتقوى

ولكن القرآن كان واضحا معهم عندما وصفوا أنفسهم بالمؤمنين جاءهم الرد سريعا: ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14)

وهذا ما حصل فعلا ورثنا مستعربين مسلمين بالإسم ولكن بعد أن تخلوا عن كل عادات الجاهلية الحسنة.

المعركة في غزة قد تخطت السنة وفي لبنان وبعد عام كامل من الإسناد بدأ عدوان همجي على لبنان مدمرا وحارقا كما في غزة الحجر والبشر ،فما الذي فعله هؤلاء القمامة لاشيء اللهم إلا تمزيق وإلغاء قصة المعتصم من كتب التاريخ وعدم تدريسها وإستبدالها بقصة بني إسرائيل وحقهم في الوجود ،

نحن اليوم في محيط واسع من هؤلاء المدعين بإسلامهم والذين قد يمارسوا بعض فرائضه كعادات لا أكثر ولا أقل أما جوهر وحقيقة الإيمان فهي لقلة موزعة على بضعة بلدان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ” يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها،

فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟

قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن،

فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت”وصدق الحبيب في مقالته .

ولكنه وفي نفس الوقت يبشرنا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ،

وهؤلاء هم دون شك أوريب الطائفة الصامدة الثابته الباسلة الشامخة في غزة وجبل عامل ،وأما الباقي كنا قد قسمناهم سابقاً لمجموعات فجزء متخاذل يفضل أن لا يكون له دخل بكل ما جرى ويجري وهو كالنعامة التي تضع رأسها في التراب ظنا منها أنها ستكون بمأمن والجزء الآخر بائعي الشعارات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع وهؤلاء يصعدون وسائل التواصل ليصدعونا بالشعارات والشعارات أما الفعل فهو غير موجود بل إن شعاراتهم كشيكات دون رصيد وأما الجزء الأهم والأعم فهؤلاء المتواطئين الذين يدعمون الكيان في حربه على من من المفترض أنهم أخوتهم في الدين والعروبة والجيرة والإنسانية هؤلاء من غذوا الكيان بكل ما يحتاج هؤلا فتحوا بيوتهم وزوجوا بناتهم لبني إسرائيل هولاء من يحاصرون غزة ويمنعون عنها حتى نقطة الماء هؤلاء من سخروا قدرات بلادهم لتكون في خدمة الكيان .

أما النواطير لدى البيت الأبيض والمعروفين بالحكام والرؤساء والملوك لدينا فهم كما قال فيهم مظفر :

القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟
ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض
فما أشرفكم
أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة ؟

رحم الله الشاعر أحمد مطر حين وصف حكام العرب بمقولته الرائعة: كل أبناء السيادة والفخامة والسمو والمعالي والجلالة تحت نعالي! تحت نعالي!

فقيل لي عيب عليك، فكررت مقالي.. ثم قيل لي عيباً عليك فكررتُ مقالي!
‎فإنتبهت قليلاً الى سوء مقالي.. فقدمتُ إعتذاري لنعالي. إن أردتم الأعراب فها هم..!