الثلاثاء - 20 مايو 2025

“حكمة سعودي” و”غباء الاعلام السويدي” ازاء رموز دينية صنفها بعض الدول ضمن قائمة الارهاب..!

منذ 7 أشهر
الثلاثاء - 20 مايو 2025

خليل حسن ||

 

الاعلام في السويد يمثل السلطة الرابعة المؤثرة في رسم خطوط عريضة في المشهد السياسي و له دور ضاغط لتوجيه الرأي العام وفقا لاجندات ربما اعلامية او حتى “امنية استخباراتية”!

الاحزاب السياسية تخشى مواجهة الاعلام و هي حذرة في تعاطيها معه وان في محطات معينة تسقط في مطبات يهرع الاعلام نحو استغلالها اما للتشهير و التسقيط و اما من اجل ” سبق صحفي او اعلامي ” في كشف معلومة او فضح ظاهرة او تحريض متقصد ضد شريحة !

نقلت وسائل اعلامية في السويد حدثا ربما لم تكن موفقة في التعاطي معه كما تتعاطى مع الاعيب الاحزاب و فنون اساليبها في تحقيق مكاسب انتخابية او سياسية !

والحدث تمثل في قيام طائفة من المسلمين بتأبين شكلي و صامت على روح رمز ديني تم اغتياله بطريقة مرعبة و مدمرة لمنطقة سكنية باكملها استهدفت بقنابل فائقة في قدرتها التدميرية تجاوزت ال٨٠ طن ، ادت الى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين من اطفال و نساء ، هذا الرمز الديني لم يكن العالم يدرك انه يحتاج لهذا الكم الكبير من الصواريخ ” الذكية” لابادة سكان مربعات سكنية مدنية باكملها من اجل القضاء على انسان واحد .

هذا الرمز الديني في نظر البعض الاخر في اوروبا والسويد يعتبر بانه ” رمز ارهابي “!

بالطبع سارع التلفزيون السويدي عبر موفده الاعلامي الى المكان الذي اقيم فيه ما يشبه التأبين ، و بذات الألاعيب الاعلامية حصل المراسلة التلفزيونية صوتا مسجلا لاحد علماء الدين و هو يمجد دينيا و اخلاقيا بهذا الرمز الذي اعتبره شهيدًا وفقا لمعايير دينية،

هذا الخطاب الديني المعتدل لم يعجب الاعلام السويدي المسيس ، حيث اقدم التلفزيون السويدي في خطوة اعتبرها بعض المراقبين بالسخيفة و الغبية بالتشهير بهذا العالم الديني و محرضا السلطات والرأي العام السويدي ضده ، و لابد للتذكير ان هذا العالم هو خطيب جمعة في احدى الجمعيات المرخصة قانونيا ، لم يكن يعلم بخطأ الاشادة باخلاقيات الرموز الدينية و خاصة اولئك الذين تدرج اسماءهم ضمن قائمة (الارهاب).

في المقابل يرى المراقبون ان هناك ثمة قضية مماثلة في مضمونها العكسي حدثت في منطقة الشرق الاوسط ، حيث قامت ادارة “المجموعة الاعلامية السعودية” لقناة تلفزيونية من دون التنسيق مع المملكة السعودية بنشر تقرير وصفت فيه بعض الرموز الدينيين و السياسيين ب ” الارهابيين “، اثار التقرير غضب الملايين من الشعوب العربية و الاسلامية ، سارعت في حينها حكومة المملكة السعودية باتخاذ قرار فوري باقالة رئيس و مدير القناة التلفزيونية ، و صف المراقبون القرار بالقرار الحكيم و العاقل رغم ان المملكة العربية السعودية وضعت تلك الرموز و احزابهم ضمن القائمة الارهابية ، الا ان الحكمة هنا اقتضت ان تقوم السعودية باتخاذ قرار الاقالة درءا للضرر و الفتنة .

و مراعاة لمشاعر الملايين من الاتباع و الانصار و المحبين .

هذه المراعاة في نظر المراقبين لم تحصل في السويد و اعلامها الذي سارع لاستغلال الحدث من اجل السبق الاعلامي و الاثارة المغرضة حتى وان كانت تخدش بمشاعر الملايين من البشر ، و يرى بعض الخبراء ان ما قام به التلفزيون السويدي بغض النظر عن لوائح ” الارهاب السويدية ” يمثل انتهاكا لخصوصيات المجتمع الديني للمسلمين ، وتدخلا في مسلكيات وآداب تكفلها القانون العرفي و الدولي .

فيما ذهب الاخرون بانتقاد هذا النهج و اعتبره شوفيني و انه يلحق مستقبلا الضرر بمصالح السويد الاقتصادية و علاقاتها مع العالم العربي و الاسلامي الذي يشكلان ربع سكان العالم ، يحدث هذا في الوقت الذي يزور فيه وزيران سويدان الى منطقة الخليج العربية ، حيث يزور وزير المساعدة و التجارة الخارجية ” بنيامين دوسا” الى المملكة العربية السعودية ، فيما يزور وزير الدفاع السويدي ” بول يونسون” الى دولة قطر .

و المعلوم ان قطر و المملكة السعودية أدانتا العدوان الاسرائيلي على ايران و اعتبرتاه انتهاكا صارخا للقانون الدولي ، فيما التزمت اغلب الدول الاوربية الصمت و لم تدن إسرائيل على انتهاكها لسيادة العراق و ايران .