فال البعض: “الكتابة إثمٌ عظيم”
✍رجاء اليمني ||
ترددت في الكتابة كثيراً خوفًا من حروفي أن تذبح مابقي من بقايا قلبي الجريح.
فقد تم لومي بقولهم الكتابة إثم عظيم فلا تكتبِ.
وإن صلاة الحروف حرامّ فلا تنهلي
وإن مداد القصائد سم ناقع فلا تشربي
فلم تسطيع الروح مفارقة الحروف وقد شربت كثيرًا رغم ما أصابني من الجروح.
فقد كتبت كثيرًا عن الم الماضي السحيق، عن النفاق وعن الفساد.
وأضرمت في كل مجال حريقًا عظيمًا؛ فما اغضبت ربي ولم يستاء مني النبي وآله ونهلت من صبر العقيلة.
فتلك الحروف الناطقة، وتلك البحور التي أبحرت فيها؛ لم ولن تغرقني بل التهمت السراب فاصبح كسراب بقيعة واصبحت حصونهم اوهن من بيوت العنكبوت. فلم أغرق في تلك الحروف وإنما أظهرت الحق و تعرى أصحاب الكراسي.
وها انا ذا أعود من جديد، فقط قاومت كل سراب ولم اتوه ولم أغرق في ظلمات السراب.
قد قالوا عني تكلمت عن شرفاء وحصون و أصحاب معالي و الفضيلة أو أم شهيد وتلك جريمة. هنا كان الرد،
ذلك المكان العالي، وأصحاب المعالي. لم يكن سوى وهم وجدار خرافي
وذلك الشهيد هو ابن لي.
وليس ابن للرذيلة.
اسخر من في عصر حرب الكواكب يريدون وأد الحروف قائلين لي اصمتي!
فيأتي التحذير باني إرتكبت بحروفي افضع جريمة؛ فعند ذلك كسرت رخام قبري، ذبحت خفافيش عصري، حطمت بكلماتي جدار النفاق وانهيت أوكار الرذيلة.
وها انا ذا بجروحي وكلماتي اجمل من في الوجود. تلك الجريحة.
وقد صلبوني.
فشكرا لهم فقد جعلوني في صف الإمام الجريح،
وقد حطمت جدار الصمت وكتبت على رخامة قبري ضريح الشهيدة……
وسأكتب عليها شرف الرجولة كلمة.
وأصبحت رجاء في عصر النفاق شرف الرجولة.