الأحد - 03 نوفمبر 2024

لا يوجد صديق ولا عدو دائم..!

منذ 4 أيام
الأحد - 03 نوفمبر 2024

نعيم الخفاجي ||

 

دول الاستعمار الغربي خططت للهيمنة على العالم منذ القرن السادس عشر ميلادي، اتجهت فرقهم الاستكشافية، واساطيلهم الحربية، صوب سواحل البحار في شرق البحر الأبيض، واحتلوا سواحل الشرق الأوسط وأفريقيا، واستفادوا من العقليات بتلك المناطق لصالحهم، المستكشف البرتغالي الذي اكتشف رأس الرجاء الصالح،

دياز (بالبرتغالية: Bartolomeu Dias أو Bartholomew Diaz‏) (ولد تقريبا عام 1450 توفي 29 مايو 1500 م) هو هذا المستكشف البرتغالي أبحر حول رأس الرجاء الصالح، القمة الجنوبية لقارة أفريقيا في عام 1488 م، بمساعدة القوات البحرية البرتغالية التي كانت تحتل سواحل الخليج، فكان أول أوروبي يقوم بهذا العمل، استأجر البحار العربي احمد بن ماجد في قيادة الزورق الشراعي للوصول إلى رأس الرجاء الصالح، احمد بن ماجد قبض حفنة ليرات والاكتشاف إلى البرتغالي.

اكتشاف رأس الرجاء الصالح، فتح الطريق إلى أساطيل بريطانيا ودول الاستعمار الغربي للوصول للهند والصين واليابان وإندونيسيا وجعلوا جنوب شرق اسيا مستعمرات لهم.
كولومبوس سار من رأس الرجاء الصالح، وعبر المحيط الهندي ليصل إلى الأمريكيتين ليهجم بيوت الهنود الحمر على رؤوسهم، ويتم إحضار مهاجرين من أوروبا للسكن في الأمريكيتين، واساطيلهم البحرية المنتشرة في سواحل افريقيا، القوا القبض على الأفارقة ليتم بيعهم كعبيد في المستعمرات الناشئة الجديدة، وشر البلية ما يضحك،

القوات البحرية الأوروبية الذين يحتلون سواحل القارة الافريقية، يتواصلون مع شيوخ وزعماء أفارقة، يمدوهم بالسلاح ليقتل بعضهم البعض الاخر، ويأتي تجار شراء العبيد للزعيم القبلي الافريقي يعرض عليه حفنة من الأموال لشراء الأسرى الأفارقة ليبيعهم هذا الشيخ القبلي الأفريقي إلى تجار اوروبيين ليتم استخدامهم كعبيد لبيعهم في المستعمرات لدول الاستعمار الأوروبي.

لذلك هناك حقيقة، دول الاستعمار الغربي، خططوا لإسقاط الدولة العثمانية، ورسم خرائط دول اسيا وأفريقيا وفق ما هم يريدونه، لذلك لا شيء يحدث فجأة بل دائماً هناك تدرج لم ينتبه له غالبية الناس، مايحدث من أحداث عبارة عن حلقة من مسلسل متواصل، البيئات العربية الجاهلة، والتي تعرضت للاحتلال والاستعباد والذل، ينظرون للأحداث نظرة طبيعية ساذجة، نعم ربما تبدو لنا الأحداث احياناً عشوائية غير مترابطة ولا علاقة لها ببعضها البعض، لكن عندما تدقق جيداً في نتائجها وعواقبها ومآلاتها ستجد أنها سلسلة أو حلقات متصلة مترابطة، حلقة تقود لحلقة.

يقول ابن خلدون أن للتاريخ صلة بالحاضر أن تم اكتشاف هذه الصلة، يمكن التنبؤ للمستقبل لما يحدث من أحداث.

بريطانيا هي التي فتحت الطريق للقيام في عمل مستوطنات في الأمريكيتين وبمرور الزمن سكن ملايين الاوروبيين في هذه المستوطنات الجديدة، وأصبحت فيما بعد ولايات في امريكا من عدة جنسيات أوروبية بريطانية وفرنسية واسبانية وبرتغالية، واستطاع أبناء المستوطنين الأوروبيين تنظيم أنفسهم بمختلف جنسياتهم الاوروبية، ونشبت بين أبناء المهاجرين الأوروبيين حروب بعد سحقهم للهنود الحمر، قام أبناء المستوطنين الاوروبيين في محاربة الوجود الإنجليزي، وصفوه على أنه احتلال، ونجحوا في ذلك، وبنوا بعد أجيال اكبر واقوى دولة في العالم.

في الحرب بين أبناء الأوروبيين في أمريكا، قامت القوات البريطانية في تدمير العاصمة الأمريكية واشنطن وأضرموا النار في البيت الأبيض في عام 1814، ودارت بينهم حروب أفضت في تسليم بريطانيا مفاتيح مستعمراتها بالعالم إلى القوة الأوروبية الناشئة أمريكا للسيطرة على العالم، ‏‎التاريخ في النهاية يكتبه الأقوياء والمنتصرون، لذلك لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم بين الدول العظمى، تربطهم مصالح بالدرجة الأولى.
لذلك في الحياة الدنيا لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم،

حتى في القرآن الكريم في سورة فصلت[ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ](34).

في الحرب العالمية الثانية أمريكا قصفت اليابان بالقنابل النووية، لننظر للتحالف الياباني الأمريكي حاليا، لا توجد عداوة دائمة بين الدول العظمى، بينما العداء الدائم نجده مع الأسف عند العرب والمسلمين، رغم أن القرآن أمر المسلمين في أن يحب بعضهم البعض الآخر، أيضا وردت أحاديث عن الرسول ص في حث الأمة على التمسك بالأخلاق وكراهية وحرمة الاختلاف والتشرذم.

كالعادة اليوم تصفحت حسابات مرتزقة إعلام العربان أعجبني معلق عربي كتب تعليق، يتهجم به على أحد أبواق الإعلام المعادي لقضايا العرب والمسلمين حيث كتب لهذا الدعي النتن هذا التعليق،

(شكلك مثل النعامة بتدفن راسك بالتراب حتى ما تشوف الحقيقة دخلت صفحتك عرفت انك هبيلة مرفوع عنك القلم وما بتنلام).

هجوم القوات البريطانية في عام 1814، خلال حرب 1812 بين الولايات المتحدة وبريطانيا، كانت ردة فعل من القوات البريطانية حيث شنّ البريطانيون هجومًا على العاصمة واشنطن وأحرقوا العديد من المباني الحكومية، بما في ذلك البيت الأبيض ومبنى الكابيتول،

العملية كانت انتقامية، بسبب هجمات الجيش الأمريكي في كندا، دارت حرب عرفت في ‏حرب السنين السبع في الولايات الأمريكية بين فرنسا وبريطانيا من 1756م حتي 1763م، لكن بالاخير جلسوا للتفاوض وفي اقتسام المستعمرات في آسيا وافريقيا،

لننظر إلى ‏ ألمانيا بزعامة الدكتاتور هتلر دمرت نصف اوروبا، واجتاحتها جيوش ستالين ولحق في قوات ستالين جيوش امريكا لعبور المحيط والوصول إلى شواطئ القارة الأوروبية والسير بسرعة للسيطرة على أوروبا الغربية والشطر الغربي إلى ألمانيا، واقتسموا عاصمة المانيا إلى قسمين برلين الشرقية للسوفيت وبرلين الغربية إلى أمريكا.
‏‎

صراع الشرق الاوسط المستدام، الغاية منه خلق بيئة غير مستقرة لمواصلة حلب ابقار الخليج واذلال العرب ، مايحدث الان بالشرق الأوسط حرب للهيمنة على العرب وإذلالهم اكثر من الذل الذي عاشوه طيلة العقود الماضية، عالم تحكمه مصالح، بريطانيا على سبيل المثال ‏‎هي من جلبت الأوروبيين والأفارقة لأمريكا وفجأة أصبحوا قوات مستعمرة يجب طردها، وتم طردهم، وإنهاء دورها الاستعماري في الأمريكيتين،

العرب خارج مجال الحسابات بين الدول العظمى، ليس لهم وجود، سوى في خرائط أطلس لا أكثر، العرب أمة مضحوك عليهم، لذلك المتابع للأحداث بالمنطقة العربية منذ عام ١٩٠٥، ولعام ١٩٠٧ ولدى اجتماع دول الاستعمار الغربي في مؤتمر كامبل،

قسموا ممالك الدولة العثمانية إلى دول شكلها مستقل، وفي الحقيقة نصبوا بها ملوك ورؤساء يحلون محل قوات الاحتلال للدول الاستعمارية في سرقة خيرات العرب من بترول وغاز، وجعل العرب ساحة لاستهلاك منتجات الشركات الغربية،

ممنوع على العرب حتى زراعة النخيل وأشجار الفاكهة والحبوب، بحيث اوصلوا ساسة لقيادة البلدان العربية لا يعرفون كيف يستغلون حتى مياههم، لازالت الدول العربية ومنها العراق ومصر والسودان يتبعون أساليب وطرق السومريين والفراعنة في حفظ المياه.

نعم ياسادة ياكرام ‏هناك ترابط وتسلسل في الأحداث التي عصفت في دولنا بالشرق الاوسط، وكل شيء مخطط له ومنظم ومدروس من قبل عقود من قبل دوائر القرار الغربية، في مؤتمر كامبل اجتمعوا لتقسيم المنطقة العربية، وخدعوا حمار مكة شريف حسين لعمل كذبة اسمها الثورة العربية الكبرى التي أنهت السيطرة العثمانية على المنطقة العربية، العرب أمة مضحوك عليهم ،

تم خداع زعيم العالم العربي السني الشريف حسين بن علي، ولنا في وثائق مراسلات حمار مكة شريف حسين مع السير مكماهون، في الوقت الذي كان العرب السنة في دول المشرق العربي يقتلون ويطردون فلول القوات العسكرية العثمانية المنهزمة، ليحققوا حلم الدولة العربية الكبرى ههههه بزعامة ملك العرب الكسيف وليس الشريف حسين، كان بوقت يقتل أبناء العرب السنة للقوات العثمانية،

كان زعيم العرب السنة مفتي مكة يتواصل ويجتمع مع شيخ الإسلام المستر مكماهون، كان مارك سايكس و فرانسوا جورج بيكو يتقاسمون الغنيمة، دون أن ينسوا حصة تسليم فلسطين إلى السيد بلفور لكي يعلن وعد بلفو، انفرد الشيعة العرب بالقتال إلى جانب الدولة العثمانية السنية والتي كانت تضطهد الشيعة وارتكبت بحقهم مجازر تطهير عرقي ذهب ضحيتها ملايين المواطنين الشيعة في الأناضول وسوريا ولبنان والعراق واليمن والجزيرة العربية.

حتى بعد أن ضحكوا على مفتي مكة، ورسموا الحدود ونصبوا الحكام وتم تشكيل الدول العربية الجديدة، كانت دوائر المخابرات الغربية تدعم الجنرالات الانقلابيين العرب لترسيخ حكمهم الفردي والامعان في قمع هذه الشعوب كوكلاء للاستعمار، المخابرات الاستعمارية، واكبوا تفكير الجماهير العربية الغاضبة على عملاء الاستعمار من الملوك الجدد،

لذلك نفس هذه المخابرات الغربية دعمت عسكر لعمل انقلابات عسكرية ظاهرها ثورات ضد عملاء الاستعمار، وهم بالحقيقة عملاء جدد، ‏تتحرك القوى العظمى وفق استراتيجيات مدروسة، دائمًا تمتلك خططًا بديلة، حتى لو لم يكن الربيع العربي مخططًا له، استغلت الدول الاستعمارية الفوضى لتعزيز مصالحها، وتحطيم شعوب في دول عربية ذات انظمة جمهورية،

أعجبني منشور بمنصة x لشخص اسمه حسين صالح عزيز كتب تعليق إلى المرتزق فيصل القاسم قال له ( ‏ان تصل متاخراً خيراً من ان لا تصل، لذلك وقفنا وقتها ضد ثورات الربيع العربي واسميناها ثورات التطبيع العبري، وانتم لم تصدقونا وقتها، وقلنا لكم هي مؤامرة تدار من تل ابيب ، وانتم انجررتم خلفها،الموضوع كله مؤامرة والهدف مزيد من التفتيت والتقسيم والشرذمة ، مؤامرة ضد الاسلام بشقيه السني والشيعي ، مؤامرة ضد العروبه والعرب ، ومازالت المؤامرة مستمرة ).

ويضيف هذا المعلق ( تجدون رابطاً اليوم بين ما حدث في المنطقة في إطار ما سمي بالربيع العربي بما يحدث اليوم في غزة ولبنان؟ لا نشكك هنا بأن الشعوب ثارت بصدق في الربيع العربي من اجل التغيير والحرية، ولا نشكك ان الفلسطيني ثار ضد الاحتلال الغاشم، لكن ضباع العالم الكبار كان لهم مآرب ومصالح أخرى مختلفة تماماً عن مصالح الشعوب، انظروا اليوم كيف يستثمرون عذابات الشعوب في المنطقة من اجل مشاريعهم الكبرى سواء كان ذلك في سوريا والعراق واليمن ولبنان أو في غزة،

فعلاً لا شيء يحدث فجأة بل دائماً هناك تدرج لم ينتبه له أحد).

انتهى تعليق هذا المعلق العربي وكلامه ربما ينطبق الكثير منه على أرض الواقع، هذا المعلق ربما من خلفية قومية عربية سنية، انا اعتقد ان الساسة الشيعة يفترض يفكرون بمصالح ابناءهم والعمل بشكل مدروس ودقيق وتجنب الصراعات مع دول عظمى، لأجل تبني قضايا العربان الاراذل الذين هم باعوها، العربان خونة عبر التاريخ، يفترض نستفيد من تكرار خياناتهم في إسقاط الدولة العثمانية، وفي المتاجرة في فلسطين لكي يتم تنصيبهم ملوك ورؤساء وحكام، حبيبي الشيعي الغيور، ملوك ورؤساء العرب هم من وهبوا فلسطين إلى الشعب اليهودي، لا انت وانا ولا مراجع وزعماء الشيعة،

بل المرجع الشيعي الكبير المرحوم محمد حسين كاشف الغطاء المالكي ذهب للقدس وجلب معه زعماء فلسطينيين معه للنجف منهم عبدالقادر الحسيني وعزالدين القسام الخفاجي والمرجعية الشيعية في النجف دفعت أموال الحقوق الشرعية لدعم الفلسطينيبن لشراء السلاح، شيعة اليمن هبوا وأرسل الإمام أحمد الزيدي مئات المقاتلين لمساعدة الفلسطينيبن،

النتيجة ملك الأردن نصب جنرال بريطاني اسمه جون غلوب لقيادة الجيش الأردني ومنحه الجنسية الاردنية، وهو من أمر القوات العراقية والعربية بالانسحاب عشية اعلان استقلال دولة اسرائيل، العرب خونة لذلك يجب عدم الانجرار خلفهم، لننظر مافعلوا في المقاومة الشيعية في لبنان، وصلت الخسة والنذالة في اعطاء أماكن عوائل شيعية نازحة ليتم قصفهم وقتلهم،

امس عائلة لبنانية عملوا فاتحة إلى اخوانهم واخواتهم عددهم ١٦ قتلوا في مكان نازحين من مدينة من الجنوب في إحدى قرى البقاع، من يعرف تاريخ خيانات العربان عبر تاريخهم القديم والحديث، عليه أن يكون حذر ولا يتبنى قضاياهم التي هم باعوها من تلقاء انفسهم،

دول العالم تبحث عن مصالحها، والدليل دول أوروبا تحكم شعوبها في أنظمة ديمقراطية، ونفس هذه الانظمة الديمقراطية يدعمون دول البداوة الوهابية المتخلفين أعداء الحضارة والإنسانية لأجل مصالحهم وكسب أموال الخليج، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
30/10/2024