الجنة والنار وإحتكار القرار..!
✍🏻 أحمد رضا المؤمن ||
يُحكى عن قسيس مسيحي في بريطانيا أيام سيطرة ونفوذ الكنيسة على أوربا أنه إبتدع بدعة قام خلالها بعرض الجنة للبيع وبدء يبيع قطع ومساحات من الجنة للراغبين بها ومنحهم صكوك وسندات تثبت شرائهم لمساحات من الجنة بحسب إدعائه !
تطور الأمر إلى درجة تزاحم فيها الفقراء والأغنياء جميعاً لشراء مساحات من الجنة والحصول على قطع منها كلٍ بحسب سعته وإمكاناته المالية ، ولأن الفقراء ليس لديهم ما يسدون به رمقهم فضلاً عن شراء قطع ومساحات من الجنة فإنهم كانوا يعتبرون أنفسهم بأنهم من أهل النار !
حينها إنتبه أحد هؤلاء الفقراء إلى حيلة وبدعة هذا القسيس فذهب إليه وطلب منه أن يبيع له جهنم !
لم يفكر القسيس كثيراً بالصفقة وعواقبها لأنه تعود على سذاجة الناس الذين صدقوه وتهافتوا عليه لشراء قطع من الجنة فما المانع من بيع جهنم التي لا يرغب بها أحد ويقبض الأموال مقابلها !
إشترى الفقير جهنم من القسيس وإستلم منه صكاً موثقاً يثبت صحة شراءه لها ، حينها خرج هذا الرجل الفقير للناس وهو يحمل صك شرائه لجهنم ونادى فيهم قائلاً : (أيها الناس .. من شاء منكم الحصول على الجنة خوفاً من النار فلا يخشى ذلك أبداً لأني إشتريت جهنم كلها لي وهذا هو الصك الذي يثبت ملكيتها لي) !!!
وما أن إنتشر الخبر حتى خسر القسيس جميع ثروته لأن الناس لم يعودوا يفكروا بشراء الجنة لأن جهنم التي يخافون منها إنتهى خطرها !!!
ذكرت هذه القصة القديمة وأنا أتابع سلوكيات خط تكفيري (شيعي) بدأت أفكاره التكفيرية تطفو على الساحة علناً وأصبحوا يسوقون لها أحاديث وروايات يفسرونها كما يحلو لهم لتكفير كل من يخالفهم وهو أمر شديد الخطورة على العقلاء والحكماء الإنتباه له قبل إستفحاله وتحوله إلى نسخة شيعية من “دا عش” لا سمح الله .
آخر نتائج سلوكيات ومواقف هذا الخط التكفيري هي إعلانهم كفر الشهيد القائد يحيى السنوار بدعوى أنه ناصبي وينتمي لحركة الأخوان المسلمين ! وهي المواقف التي مهدت لمحو جدارية جميلة رسمها شباب النجف الأشرف الغيارى للشهيد السنوار بعد ٤٨ ساعة فقط رغم كل مواقف السنوار المعلنة والمعروفة في حبه للشيعة وعلمائهم حتى كفره علماء الوهابية والنواصب معتبرين إياه شيعياً عميلاً لإيران ، متناسين عن عمد أو غباء أن الأخوان المسلمين فيهم تيارات وأحزاب لا يشبه بعضها بعضاً بل أن بعضها متهم بالتشيّع من قبل الطائفيين في الأخوان .
إنه نداء عاجل نتوجه به إلى مراجعنا العظام وعلمائنا العاملين والعقلاء والحكماء في النجف الأشرف للتحرك سريعاً لوضع حد لهذا الخط التكفيري المدعوم من المخابرات الخارجية والذي يمهد للتطبيع ومحاربة وتشويه كل رموز العداء مع الصهاينة الأرجاس .
ولتبقى رسالة النجف الأشرف وحوزتها العظيمة رسالة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام المتجسدة برسالته الشهيرة إلى مالك الأشتر عندما قال : (الناس صنفان ؛ أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) .