بلاد ما بين السجنين..بلادُ چاسب (١)..!
الشيخ حسن النحوي ||
الميزوبو تاميا او بلاد مابين النهرين هي الشعوب التي كان يحكمها حمورابي
أمّا شعوبُ چاسب فكانت تقطن مابين السجنين ، سجن ابو غريب و سجن نقرة السلمان أقصى الحدود .
كانت عقرقوف الحضارة قريبة على سجن ابي غريب
كما ان الوركاء الحضارة قريبة على سجن نقرة السلمان
في مفارقة عجيبة بين ما تعيشه شعوب حمورابي و شعوب چاسب
بين النهرين كان هناك سجنان
شاهدان على الضيمقراطية ( حكم الضيم ) التي كانت تحكم شعوب چاسب .
كانت أرضُ السواد ، حيث آبار النفط و المياه العذبة و الخصوبة هي أرض الوبال على من كان يسكنُ فوقها .
كانت محل طمع الطامعين و غـ..ـدر الغـ..ـادرين و بطـ..ـش الظـ..ـالمين .
بشرة بيضاء و يدٌ مترفة ناعمة ، هذا هو المتوقع لمن يروم زيارة أرض النفط و الماء .
حيث النفط و الماء لابد ان تكون الحضارة و الترف .
المتوقع شيء و الواقع المرير شيئٌ ثانٍ .
عاشت شعوب چاسب بين النفط و الماء
بينما عاش چاسب و أخوته بين سجن ابو غريب و سجن نقرة السلمان .
بين السجنين لا بين النهرين ، عاش خيرة شباب بلاد ما بين السجنين او بلاد مابين النهرين .
الوجع و الحرمان و أنين الامهات ، القسـ.ـوة و الصمت ، الضيم و القهر ، تجلّيات بلاد مابين السجنين حيث تقطن شعوب چاسب .
ما نجا من السجن حتى الشاعر و العالم النـ….ـووي و الطفل و المرأة و مرجع الدين ..
سجناء بلا ذنب
لم يسـ..ـرقوا
لم يقـ..ـتلوا
لم يعتـ..ـدوا على أحد
كأن ذنبهم هو ( أن لديهم رأي آخر ) يخالف رأي السجّان ، رأيهم رأي الشاعر بدر شاكر السياب ، أن الشمس ممكن ان تكون أجمل في بلادي من سواها.
ذنبهم ( لماذا في العراق جوع )
ذنبهم ما قاله السياب :
(( مطرْ…
مطرْ…
مطرْ…
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجَرادْ ))
( وكلُ عام ـ حين يعشب الثرى ـ نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعِراق ليس فيه جوعْ.)
(وينثر الخليج من هِباته الكثارْ،
على الرمال: رغوة الأُجاجَ، والمحارْ
وما تبقّى من عظام بائس غريقْ
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرارْ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ)
أحدهم عاتبَ الشاعر كاظم اسماعيل الكاطع على قصيدة هابـ..ـطة لا تعكس مستواه ، اشتراها منه و غناها أحد المطربين السفلة .
فأجابه الكاطع 🙁 انا من شفت اصبع ابني وسام طلع من حذائه العتيق المتهرّء ، گلت بعد ما بيهه مجال ، و انجبرت )..
كناية عن العوز و الحرمان .