قطرات المطر كانت جميله..!
حسن درباش العامري ||
كنت اغط في نوم عميق بعد يوم حافل بالانجازات على المستوى الشخصي قضيتها بين ورشة( الفيتر) ومحطة تبديل زيت المحرك ثم تفحص سطح البيت استعدادا لموسم الامطار ،وبعدها قمت بالانتهاء من طلبات البيت المتجدده التي لانهاية لها !!
وعلى صوت قطرات المطر فوق مظلة سيارتي العتيقه استيقضت كأنها مطرقة حداد في اذني ، نعم انه موسم الامطار ! الذي يشرح الانفس ويفتح الاذهان برائحة المطر الممزوج بالتراب ،تلك الرائحه التي تأخذك بعيدا بعيدا لايام الطفولة والصبا وربما ايام الشباب التي تعاني مخاض للشيخوخه عسير…
احاول التشبت بردائه ان انتظرني قليلا كي اشبع منك او ارتوي من اخر قطراتك ،لاترحل فانا مازلت صغيرا ،كطفل يتشبث بعباءة امه الكفن ، لاتتركيني ياامي انتظري ،او خذيني معك ..
مالي ماعدت اسمع صوت المطر ؟ هل توقف ؟رميت كوب الشاي مستعجلا! وكاني اتعجل اللحاق بالغيمات ان ارجوك توقفي ،فأني اريد ان استعيد ايامي بك بالماء ،بالطين ،،بالاوحال ..اريد ان اقود سيارتي تحت المطر ،كم استمتع بصوت الماسحات فوق زجاج سيارتي ،تذكرني بشبابي وايام السيديه الجميله ،شوارع نظيفه ،بيوت جميله تنبض بطيب اهلها بحنان حدائقها بأصوات البلابل العذبه …
اين انت ايتها الغيمه اين تذهبين فشوارعنا لم تبتل بعد ،ولم يرعبنا صوت صياك الملاك ، سائق الغمام كما كان يحدثنا ابي ،،شجيرات حديقتي وازهاري تنتظرك منذ زمن طويل ،،لقد اهلكنا حر الصيف وظلم عامل المولده المتهرئه ،وعدم اكتراث وزارة الكهرباء ،
ولعنه صيف العراق بشمسه الحارقه،
وبعد ان يأست من غيمة الصيف المنافقه ..رجعت اكمل فنجاني واتناول جبنة الفطور!!
تناولت جهازي النقال لاطلع على اخبار السياسه الممله ، لاعود لواقع ظالم قاسي لنعود لعالم القتل والظلم ، عالم يشعرك بالغثيان والالم ، لعالم يرفع راية القانون دونما قانون ،يرفع راية الحقوق بلا حقوق ينادي بالفضيله ويأتي الرذيله بأبشع صورها ،يتحدث عن قوانين الديمقراطيه منهجا دونما حياء ،ليطبق دكتاتورية وبروقراطيه واتوقراطيه احزاب منافقه ..
الجميع يتباكى على الشعب المسكين ويسرق امواله بلا حياء ،تعاد على مسامعنا وهو يطالب بالارتقاء بواقع الشعب والرفاهية والخدمات ماعادت الوعود تثير الفضول ،،
فوعودهم هواء ماذا خبر يكسر كل التوقعات الغيمة اللعينه اغرقت شوارع ومدن و بيوت تدخلها المياه الاسنه وسيارات تغرق واسواق تطوف في المياه …كيف انها غيمة عابره ولم تنتظر…
ايتها الغيمه دعيني بشيخوختي وارحلي عني فانا لا احب غيوم اليوم ،فما عاد السحاب كما السحاب ولا المطر كما المطر ..حينما كان يفرحنا بالفطر والكمأ ،كم كنا نفرح عندما تحمل السحابه الضفادع الصغار ،ونحن نجمع حباة البرد ،،
نجمع ونجمع ولكن لايمتلئ الاناء ….