التاهو السوداء..!
الباحث المحامي عبد الحسين الظالمي ||
لوحظ في الفترة الاخير سواء من خلال الشارع او من خلال تقارير واحصائيات شركة شوفر ليت الامريكية لصناعة السيارات تزايد اعداد السيارات الفارهه من نوع تاهو لون اسود اغلبها مظللة..!
ونقرأ يوميا في الفترة الاخيرة تزايد الطلبات على هكذا نوع من العجلات حيث بلغت اخر احصائية استيراد اكثر من 2500 عجله والتي غالبا ما يكون ثمنها كبير بعد ان كانت السيادة في الشارع..!
وفي ارتال المسؤولين السيارات اليابانية من نوع جكسارا او فكسارا بعد ما ركنت لاندكروزر والغريب ان الاقدام على هكذا نوع له دلالات معينة ويطرح اسئله مهمة جدا ومنها اوضاع العراق حاليا؟!
هل تساعد على خلق طبقات من خلال رفع مستوى التمايز بين ابناء الشعب الذي يجب على المتصدي ان يقلصاها الى اقل المستويات !
والكل يتذكر المرسيدس السوداء ابان فترة النظام السابق !
ولكن ما يجري العكس تماما بل يسعى البعض لوضع نفسه داخل برج عاجي في تصرفاته وفي سلوكة وادوات حركته مما يساعد على اقتفاء اثره من اولئك الذين يعشقون التميز والظهور البراق وذا كان هذا الظهر مبرر بشكل ما لبعض اصحاب الاموال فهو غير مبرر لمن يتولى مسؤولية حماية الشعب بل مطالب ان يكون اكثر تواضع واكثر قرب من ابناء جلدته ،
اما ان يعمل على وضع نفسه بمستوى يجعل الناس ينظرون الى وضعه بالريبة والشك حتى ولو اقسم مليون قسم والكارثه ان تكرار هذه السياره في الرتل بدواع امنيه وهنا اصبح المسؤول عشره وربما اكثر من خلال الحاجه الى تعدد نفس النوع في الرتل .
والسوال الاخر لماذا نتصرف خلاف ما ندعي دائما حيث نكون مصداق للايه الكريمة (كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون) اما نرى ونصرح ان الشوراع تعاني من اختناقات قاتلة وهذا يتطلب ان تتدخل الدولة في عملية تحديد النوع ليكون اقل اشغالا للشارع؟!
المعروف سيارات التاهو سيارت كبيرة الحجم وتشغل مساحة كبيرة في الشارع ناهيك عن ان شارعنا مزدحم فما هو حال المسكين الذي لا سامح الله لامست عجلته المتواضعه مثل هكذا نوع هذا يعني عليه ان يبيع سيارته حتى يصلح تاهو السيد صاحب العجله الفارهة.
وهناك موضوع مهم جدا في هذا المجال وهو مدى الامان في مثل هكذا عجلات تعمل وفق تقنيات حديثه ربما تكون قنابل موقته من خلال التوجيه المبرمج لعقول هكذا عجلات واغلب كبار المسؤولين من مستخدمين هذا النوع .
نعود الى اصل الموضوع وهو لماذا نحاول في تصرفاتنا ان نجعل من الفواصل بيننا كبيرة الى حد ان تخلق نقمة وكره وحسد وتساعد على سلك طرق غير مشروع لبلوغ الغنى السريع حتى ولو كان الطريق طريق حرام ، المشكلة ان الشيوخ وبعض الرموز الاجتماعية بطلاع الروح حصلوا على فكسارا
الان اصبحت التاهو هي السيده الاولى شنو الحل بربكم ؟
حيث اخذت تتولى الطلبات على مجلس الوزراء لتخصيص مبالغ لشراء هكذا نوع من العجلات التي تزيد الطين بله في خلق فواصل غير مبرره بين ابناء الشعب وايضا تساهم في خلق الرعب والخوف وكذلك تعقد مشهد الزخم لان هكذا سيارات صنعت لمدن كبيرة وشوارع بمستوى هذه المدن.
ونحن بذلك نسلك عكس ما يجري في العالم حيث تصمم السيارات وفق قدرت الاستيعاب لشوارع لتلك المدن ناهيك عن الهدر في المال العام والخاص حيث تحل هذه السيارات او العجلات محل عجلات سابقا صرف عليها ملاين من الدولارات،
وانا واثق ان سباق شركات السيارات سوف تتابع هذا النمط في بعض البلدان والتحول في شراء السيارات الامريكيه تحول غير مدروس وخصوصا الجانب الامني في هذه العجلات والتي يمكن التلاعب بها من العقل الاكتروني او اي شريحة توضع في السيارة يمكن التحكم بها عن بعد .
الظاهر بعد حرقنا سوق العقار بالاستثمارات الباهضة جدا والتي لا تنسجم مع مفهوم الاستثمار جاء دور العجلات. ، تخيل صاحب سيارة متواضعه في احد الشوارع يقف الى جانبه رتل من سيارات سوداء مظلله مخيفة توحي وكانها من عالم اخر وهو يجادل الراكب الذي الى جواره على الف دينار زيادة او نقص في الاجرة .
نعم يحتاج المسؤول الى عجله تمكنه من اداء مهامه بشكل بساعده من تخفيف التعب من كثرة تكرار السفر ولكن هذا لايبرر الدخول في سباق في عملية الاختيار التي تنم عن اثار لا نقدر انعكاساتها على نفسية المواطن العراقي المنهك والشارع المكتظ. ونبحث عن طرق لفك الاختناقات ونحن نبحث عن دبابات مدرعه تسير في الشوارع ،
اتقوا الله في الضعفاء الذين يرون شاب لم يبلغ الرشد وهو يقود عجله اكبر من حجم ثلاث عجلات .،
امرنا بالتواضع والنزول الى مستوى المواطن وليس التعالي والتمايز وخلق فوارق غير مبرره رغم ان الحقيقة التي يجب ان تاخذ بعين الاعتبار هي ان هذه الامور لا تزيد في قيمة الشخص الحقيقية بل على العكس تماما من تواضع رفعه الله واعزه وحبه الناس وقدروه ،
فقط اولئك اصحاب المظاهر من يرون ذلك سمو ورفعه وتاليها قطعة قماش جعلها الله من ارخص انواع القماش ، اتقوا الله في الناس.
نعم من حقك سياره جيده تلبي غرضك ويبت يليق بك ولكن لكل شىء حدود في حلاله حساب وفي حرامه عقاب وحتى لا نضطر الى اصدار قرارات تحسين معيشة تزيد من نقمة الناس ….
والله من وراء القصد .