ماذا بعد إنذار السيد السيستاني للقوى السياسية الحاكمة؟!
ناجي الغزي ||
بعد إنذار سماحة السيد السيستاني للقوى السياسية الحاكمة. إلى أي مدى تُبدي هذه القوى استعداداً للتكاتف في هذا التوقيت الحرج لعقد مؤتمر تأسيسي يُعيد النظر في هيكلة النظام السياسي؟
وهل تمتلك هذه الأحزاب الإرادة للتخلي عن مشاريعها الطائفية والهوياتية لصالح تبني مشروع وطني شامل يعزز مفهوم الدولة ويخدم المصلحة العليا للوطن؟
هذه التساؤلات تضع أصبعها على جوهر الأزمة السياسية في العراق، إذ تشير الحالة العراقية إلى تحديات سياسية عميقة تواجه عقد مؤتمر تأسيسي. من الصعب تصور توافق القوى السياسية الحالية على عقد مؤتمر كهذا، لأنها غالباً ما ترتبط بمصالح طائفية ومكوناتية تكاد تكون جزءاً أساسياً من بنيتها وشرعيتها أمام قواعدها الشعبية.
التخلي عن هذه المشاريع يتطلب تغييرات جوهرية في الرؤية السياسية والنظر إلى العراق كوطن مشترك وليس كحصة طائفية أو عرقية. ولكن، رغم ذلك، فإن المطالبة بمشروع دولة شاملة قد يجد صدى واسعاً بين المواطنين الذين بدأوا يفقدون الثقة في النظام الطائفي الحالي.
إذن، من الضروري أن نطرح هذا السؤال بجدية: هل يمكن أن تتبنى هذه الأحزاب رؤى جديدة، أم أننا بحاجة إلى حراك سياسي واجتماعي واسع يفرض واقعاً جديداً ويطالب بتغيير جذري؟
ناجي ألغزي / كاتب سياسي