فلسطين..من وعد بلفور إلى حرب القيامة..!
محمد صالح حاتم ||
مرت مائة وسبعة اعوام منذ إعلان وعد بلفور المشؤوم في الثاني من نوفمبر 1917م، والذي وعد به وزير خارجية المملكة المتحدة آنذاك آرثر بلفور إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد ابرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني،حيث اعطى وطناً قومياً لليهود، فكان هذا الوعد كما قيل:« وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق».
مراحل الصراع العربي مع الكيان الإسرائيلي مرت بمراحل ومنعطفات ومحطات وشهدت معارك كثيرة وخاصة بعد إعلان قيام مايسمى «دولة إسرائيل»في 14 مايو 1948م كانت في معظمها إن لم يكن كلها تفوق وانتصار لهذا الكيان، سواء في حرب النكبة 1948 م او حرب حزيران 1967م او حتى حرب اكتوبر 1973م، كلها كانت ترجح كفة الكيان الإسرائيلي، لاسباب يعرفها الجميع.
مايهمنا وماسنحاول أن نتناولة بشيءمن التحليل هو معركة طوفان الاقصى 7 اكتوبر 2023م والتي مر عليها أكثر من عام، وهي المعركة الفاصلة والمفصلية التي اعادة للعرب مكانتهم رغم أن العرب ونعني بذلك الانظمة الحاكمة اصبحت اليوم اوهن واضعف مما كانت عليه في السابق، بل هنالك بعض الانظمة تشارك وتدعم وتساند الكيان الإسرائيلي في حربه ضد ابناء فلسطين ولبنان وهي معروفة ومنها دولة الامارات، وبعض الانظمة تدعمها سرا، والبعض يهرول الآن للارتماء في الحضن الاسرائيلي.
طوفان الاقصى والتي الحقت الهزيمة بجيش الكيان الإسرائيلي، وكشفت حقيقته، هذه المعركة التي لازالت مستمرة حتى اليوم، رغم أن الكيان الإسرائيلي اعلن أنه سيقوم بضربة خاطفة ردا على عملية السابع من اكتوبر، وحدد اهدافه ومنها دخول غزة، والقضاء على حماس، وتحرير الاسرى، ولكنه فشل في تحقيق اهدافه رغم الامكانيات الضخمة والعتاد القوي الذي استخدمه في قصف غزة، والتي تعد من اكبر الجرائم التي ترتكب بحق البشرية.
سقوط قرابة 43الف شهيد من ابناء غزة، واكثر من 102 ألف جريح، مشاهد تشيب لها الرؤوس، وجرائم لا يتخيلها عقل إنسان يتعرض لها ابناء غزة طيلة عام وشهر.. ودمار شامل في المدينة التي لا تتعدى مساحتها 360 الف كيلومتر مربع..
لكن هذا لم يحقق النصر للكيان الإسرائيلي.
هذه المعركة كان الجيش الإسرائيلي قد اسماها «السيوف الحديدية» ولكن هذا السيوف فشل وتقطعت وانهارت امام صمود وتضحيات واستبسال المجاهدين في غزة،بل وتوسعت المعركة لتشمل المجاهدين في حزب الله بلبنان،والمجاهدين في العراق وكذلك القوات المسلحةاليمنية والتي دخلت المعركة من خلال اغلاق باب المندب والبحر الاحمر ومنع السفن المتوجه نحو الموانئ العربية المحتلة في فلسطين،
وكذلك المشاركة والمساندة والعمليات العسكرية بالصواريخ البالستية والفرط صوتية والطيران المسير الذي يقصف أم الرشراش «إيلات» ويافا «تل ابيب» وحيفا وغيرها،هذا التوسع جعل نتنياهو يسمي هذه المعركة «بمعركة القيامة»، بمعنى أنها معركة مصيرية، معركة وجود، إما أن نكون أو لا نكون.
بالمقابل هناك من العرب من لايزال يسعى للتوسط، والمطالبة بوقف الحرب، ومنهم من يقول وقف إطلاق النار، والبعض الآخر يطالب ويروج لحل الدولتين،وهذا يدعونا للتفكير بين المنطق اليهودي «حرب القيامة» ومنطق انهاء الحرب بمجرد موافقة المتفاوضين على بعض البنود المقدمة من هنا أو هناك.
من لم يقراء التاريخ،ولم ويتدبر ويتفكر آيات القرآن التي تحدثت عن اليهود، وطبيعة الصراع معهم، لم يعي ويدرك ماذا يجري الآن على الأرض، وماذا ستؤول اليه الآحداث والوقائع مستقبلاً…