الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024

حين يصبح القائد منهجًا..إرث نصر الله الذي لا يُمحى..!

منذ 3 أسابيع
الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024

سمير السعد ||

لقد تأخرتم، نعم، تأخرتم كثيرًا في اغتياله. لم يعد مجرد قائدٍ يقود، بل أصبح منهجًا يتبعه الآلاف، بل الملايين. ما قمتم به لم يمحُ حضوره، بل زاد من أثره وأشعل جذوة إرثه في قلوب أتباعه.

كيف يمكن لكم أن تواجهوا من يحملون إرثه، غضبه، شجاعته، غيرته، شهامته، وثأره؟ تلك الصفات التي كانت عنوانًا لحياته لم تُدفن معه، بل أصبحت درسًا خالدًا، يُتلى في ميادين الكرامة والحرية، وأسلوب حياة ينتهجه الأحرار في مواجهة الطغيان.

أما هو، فقد فاز وانتصر. ارتقى إلى مكانةٍ تتجاوز حدود الزمن، مكانة لا يمكن لطغيانكم أن يبلغها. أنتم الخاسرون؛ خسرتم معركة الروح والتاريخ، وتركتم إرثكم محملاً بالخزي والعار.

نصر الله لم يكن يومًا مجرد اسم، بل بات منهجًا وأثرًا بطوليًا وتاريخًا مشرفًا يُلهم أجيالًا من بعده. تلك هي الحقيقة التي لن تستطيعوا محوها، مهما حاولتم طمس معالم الضوء.

“يموت الرجال، لكن إرثهم خالدٌ في قلوب الأحرار.”

نصر الله كان رمزًا لشجاعة لا تعرف التردد، ولعزيمة لا تنكسر أمام الطغاة. كان حاضنًا لآلام شعبه ومترجمًا لأحلامهم في الحرية والكرامة. اغتياله لم يكن سوى شرارة أشعلت جذوة الثورة في نفوس الملايين الذين حملوا إرثه بكل فخر.

لقد حاولتم إسكات صوته، لكنكم لم تدركوا أن القادة العظماء لا تُطفأ شموعهم، بل تتحول إلى مشاعل نور تهدي المظلومين. نصر الله ترك خلفه رسالة أكبر من حياته، رسالة تقول إن الكرامة أغلى من كل شيء، وإن الحرية تستحق كل تضحية.

اليوم، لم تعد حربكم معه، بل مع منهجه. إنه منهج يتجسد في كل شخص يؤمن بالحق والعدل، في كل من يرفض الاستسلام لظلمكم واستبدادكم. أنتم تواجهون الآن جيشًا من الأرواح التي تأبى الخضوع، وأجيالًا تربت على قصص بطولته وشجاعته.

أما التاريخ، فهو ليس بصفكم. كتب بأحرف من نور أن نصر الله عاش بطلاً ورحل أسطورةً. سيذكره الأحرار في كل مكان، ليس كقائد فقط، بل كفكرة خالدة لا تموت.

لأن القادة الحقيقيين لا يرحلون، بل يعيشون في قلوب شعوبهم وأفكارهم. نصر الله انتصر… وأنتم هُزمتم.

لقد أصبح اسمه مرادفًا للشجاعة والإباء، وذكراه محفورة في وجدان من عرفوه ومن لم يعرفوه. لم يكن نصر الله قائدًا عابرًا، بل كان أيقونة تمثل نضال الشعوب من أجل الكرامة والحرية.

منذ أن سقط شهيدًا، لم ينطفئ وهج حضوره. بل على العكس، أضاءت ذكراه دروبًا كانت تغرق في ظلام الخوف واليأس. كلماته لا تزال ترن في الآذان، ومواقفه صارت قصصًا تُروى للأجيال القادمة، لتعلمهم أن الشجاعة ليست خيارًا بل واجبًا، وأن الدفاع عن الحق ليس رفاهية بل حياة.

منهج نصر الله ليس مجرد إرث فكري أو عسكري، بل هو حالة وجدانية وروحية تعيشها الملايين. أتباعه ليسوا أفرادًا، بل أمة تتنفس قيمه ومبادئه. إنه إرث لا يعرف الزوال، لأن من يملك قلوب الناس يملك الخلود.

واليوم، في كل زاوية تقاوم الطغيان، وفي كل نفس يصرخ بالحق، هناك جزء من نصر الله يعيش. في كل قبضة ترفع في وجه الظلم، وفي كل حلم يولد في صدور الأحرار، هناك أثر منه لا يمكن محوه.

نصر الله لم يرحل، لأنه صار فكرة، والفكرة التي تؤمن بها الشعوب لا تموت أبدًا. هو المنتصر في معركة الوجود، وأنتم، من أردتم إسكاته، غرقتم في ظلام الهزيمة.

” إنه منهجٌ يسير عليه الشرفاء، وأسطورةٌ تتناقلها الأجيال… هكذا يولد القادة الحقيقيون، وهكذا ينتصرون.”