الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024

ستورم شادو و اوريشنيك..بوتين بين ثلاث خيارات..!

منذ أسبوعين
الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024

كندي الزهيري ||

تراجعت عن الصدارة بسبب أحداث الشرق الإسلامي الكبير ، والفضل لطوفان الأقصى ، تعود الساحة الأوكرانية للصدارة المشهد من جديد … مع غروب حكومة بايدن وعودة ترامب ، تشتعل الساحة الروسية بالصواريخ البالستية .

سعى الغرب إلى فرض عقوبات على روسيا ، من أجل اجبارها على الرضوخ ، والقبول بحلف الناتو على حدودها ، وإنهاء حملتها العسكرية على أوكرانيا ، التف الروس على تلك العقوبات ، بعدد من الإجراءات ، أولها ؛ إجبار الدول المتعاملة معها على الدفع بالعملة الروسية ، و الذَّهاب بقوة إلى تفعيل نظام بريكس ، وآخرها إنشاء تحالفات مع الصين وكوريا الشِّمالية وإيران ، وهذه التحالفات وصلت إلى مراحل متطورة من حيث التعاون العسكري و الإقتصادي …

أخر ما قامت فيه الإدارة الأمريكية ، هو وضع “مَصْرِف غاز بروم بنك ” على قائمة العقوبات الأمريكية وهي محاولة متعمدة لتعريض إمدادات الطاقة في دول أوروبا الوسطى للخطر ، هذا ما أكده وزير خارجية هنغاريا . من الواضح أن الحرب الإقتصادية لم تجدي نفعا مع الدب الروسي ، فمًا كان من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ، سوى تزويد أوكرانيا بالصواريخ بعيدة المدى من طراز (ستورم شادو) ، والسماح لها بضرب العمق الروسي ،

وهي الأول مرة منذ الصراع الروسي الأوكراني ، هذا صعد من حالة التوتر بين روسيا ودول حلف الناتو ، مما أدى إلى رد روسي بصواريخ “اوريشنيك ” وهي صواريخ فرط صوت متعددة الرؤوس، استهدفت أكبر مصنع عسكري في أوكرانيا ، وهو أول تهديد مباشر من قبل روسيا لكل من أمريكا و بريطانيا ،

إن هذه الضربة جاءت رد على كِييف ومن زودها وسمح لها بضرب العمق الروسي، بصواريخ ” ستورم شادو” التي تصنع في شركة ( ستوم شادو ) توصف بصواريخ جوال من فئة كروز ، موجهة طويلة المدى ، هذا النوع من الصواريخ يشترك فيه ثلاث دول ( بريطانيا _ فرنسا _ إيطاليا )…

إن صاروخ (اوريشنيك ) قادر على الوصول إلى أوروبا لكون مداه ما يقارب 5500 كم ، بوتين لم يكتفِ بذلك ، إنما أرسل رسالة تحذيرية للغرب ، من إن جميع أنظمة الدفاع الجوي في العالم ، غير غادرة على اعتراض هذا الصاروخ (اوريشنيك) الذب يسير بأسرع من الصوت بعشرة مرات … فمَا كان أمام بوتين سوى ثلاث سيناريوهات بعد ضرب العمق الروسي فمَا هي :

قبل ذكر السيناريوهات وَفْقاً الأكاديميين العسكريون الروس ، أقر بوتين قبل مدة تحديث العقيدة النووية لبلاده ، وأنه مستعد لما هو قادم ، وهذا ما أكده المسؤولين الروس ، مما دفع الإدارة الأمريكية على الرد على تلك التحركات النووية ، بأنها غير مسبوقة وغير مسؤولة … السيناريوهات الثلاثة هي:

1 – إما الصمت الإستراتيجي .

2 – استهداف سفن الدول الغربية العسكرية .

3 – استهداف المباشر لقواعد أمريكا خارج أراضي الولايات المتحدة ، هذا السيناريو يعود إلى تأكيد موسكو، أنها ستضرب مواقع عسكرية في دول التي تستخدم أسلحتها ضد روسيا ، ليؤكد ذلك قائد الصواريخ الإستراتيجية الروسي سيرغي كاراكايف ، على قدرة صواريخ ( اوريشنيك) على ضرب جميع الأهداف في جميع أنحاء أوروبا .

لكن هناك رؤيا أخرى ، وهو في حال احتدام المواجهة وأطلق الناتو صواريخ نووية على المدن الروسية ، والمراكز القيادة في موسكو ، في هذا الحال ما أمام روسيا سوى تفعيل آلة ( يوم القيامة ) أو ( اليد المميتة ) وهو نظام حرب نووي ، يتم على مرحلتين المرحلة الأولى ( في حال رصد هجوم نووي ، يقوم هذا النظام بإطلاق عدد من الصواريخ البالستية العابرة للقارات )

المرحلة الثانية (وهو إطلاق صواريخ نووية حرارية على الدول التي أطلقت تلك الصواريخ حَسَبَ وصف الخبراء العسكريين الروس ) وهذا يؤدي على دمار شامل ، لكن هذا الخِيار الجنوني هو “الملاذ الأخير” لروسيا ، على حد وصف رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف …

لكن هناك سيناريو محتمل وأكثر فاعلية ، خصوصًا بعد التصريحات روسيا ، على أنها ستدخل في حال تعرضت إحدى دول الحليفة لروسيا ، إلى هجوم من قبل الدول الكبرى النووية أو من قبل حلفاء تلك الدول الغير نووية ، ستتعرض إلى هجوم روسي مباشر وعلى من يقف خلفها ، السيناريو المحتمل هو دعم القُوَى المقاومة للهيمنة الأمريكية الغربية ،

ولا سيما القُوَى في الشرق الأوسط ، وهي عملية استنزاف للإقتصاد الأمريكي الغربي ، وهذه أهم خِيار في الوقت الحالي المطروح على الطاولة ، كما تحاول الصين تطبيق نفس السيناريو في الشرق الإسلامي الكبير و أفريقيا . السؤال المطروح ؛ هل الغرب قادر على تحمل تكلفة الحرب المباشرة مع روسيا وحلفائها؟ ،

وما تأثير ذلك على نفوذها في العالم، خصوصا في الشرق الإسلامي الكبير؟ . حرب الطاقة وولادة نظام عالمي جديد ، لن يكون سهلًا ، و خسائره فادحة ، لا يمكن تعويضها على المدى القريب .