غياب الاستراتيجية والعقيدة والقيادة ..!
عباس عبود سالم ||
أصعب ما نعيشه في مؤسساتنا وبالخصوص الامنية منها هو هو غياب الاستراتيجية والعقيدة والقيادة ..
فكل جهاز يعمل بتكتيك لاعلاقة له بالجهاز الآخر
نتحدث عن التخطيط ولا نلتزم به،
نخضع للقيادة ولا نشعر بها،
نسمع بالاستراتيجية ولا نراها ..
نفخر بكرم ضيافتنا حتى في استقبال التجارب الوافدة لهذا ترقد العقائد العسكرية الشرقية والغربية على مناضد الرمل العراقي
فهنا العراق حيث يختبئ الحاضر خلف شجرة التاريخ وتسترخي العقول خلف جدران المتاحف ..
هنا فقط يكثر القادة وتختفي القيادة،تزدهر الخرافة وتختنق الصراحة ..
امنياً يتداخل عمل الشرطة بواجبات الجيش ويتبادلان المهام والمواقع والتكتيكات ،
هنا كل شيء سهل علينا فنحن قوم تطربنا الهوسة وتقودنا الفزعة وتحمسنا الطشة..
والأكثر خطورة هو أننا اختصرنا صورة العدو وننتظره يهرول الينا حافي القدمين لنواجهه بشجاعة الرجال لا بمكر التكنولوجيا ..
حين ان العدو الذي يهددنا اليوم لاوجود له في كراسات التدريب العسكري بقدر ماهو موجود في الكراسات المدرسية ..
لم نتدرب على مواجهة عدونا او دفع شروره او إسقاط طائراته ومقاطعة صواريخه المحتملة بل حفظنا اناشيد تلعنه وادعية تتضرع لله أن يخلصنا منه
أدمنا حروب العص.ابات وحروب المدن ومواجهة التفخيخ والغدر والعمليات الانتح.ارية
فأعددنا للعدو المحتمل ما استطعنا من شباب
ليكونوا دروعا او وقودا او رصيدا في سجلات الزعماء المضحين بدماء اتباعهم
بالغنا في الاستعداد لحرب تعتمد تقنيات حروب الأمس لاحروب المستقبل ..
فقد حضرت الأهازيج وغابت الطائرات والصواريخ لاسيما تلك التي تسبق الصوت باضعاف مضاعفة ..
فضلنا الصوت وتركنا الطائرات
فنحن قوم نفضل الصوت على السرعة
تمسكنا بالصوت وجملنا الصورة ..
فكثر الحديث عن الانتصارات وتراجع العمل على الدفاعات
سواء دفاعاتنا الجوية..او البحرية او البرية
لشدة تعلقنا بتراب الوطن تناسينا أن للوطن سماء مفتوحة فقد غابت عن سمائنا الحصانة الوطنية
اكتشفنا متأخرين أننا لا نصنع الطائرات ولا المسيرات والاالصواربخ ولا الدفاعات الجوية بل نحن بارعون في صناعة الكلمات
ولكن حتى في هذا النوع من الصناعة بلغ الزيف مستويات كبيرة !
فصار الغش هو المكون الأكبر
في مكونات اي جملة يراد لها ان تكون مفيدة..