الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024
منذ أسبوعين
الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024

السيد بلال وهبي ـ لبنان ||

السلام عليكم يا أشرف الناس، وأطهر الناس، وأصدق الناس، وأوفى الناس، وأخلص الناس، وأصبر الناس، حفظكم الله جميعاً، وفرَّج عنكم، وكشف كروبكم، ونصركم، وأَعَزَّكم في دُنياكم وآخرتكم.

السلام على سيدنا الأجل، وسعيدنا الأقدس رضوان الله عليه، السلام على السيد الهاشمي المقدس رضوان الله عليه، السلام على السعداء القادة الأبرار، السلام على كل سعيد سقط على الأرض وهو يواجه الوحش، والسلام على كل سعيد قتله الوحش ظلما وعدواناً في بيته أو سيارته.

السلام على جرحانا البواسل الذي سقوا تراب لبنان بدمائهم الزكية، واللهَ تعالى نسأل أن يمُنَّ عليهم بالشفاء العاجل والعافية التامَّة.

والسلام والتحية والدعاء للمجا… هدين على امتداد الجنوب والبقاع الذي ما هانوا، وما لانوا، وما ضَعُفوا، وما استكانوا، ثبتوا أمام أعتى آلة حربية، وجيش مدعوم من شياطين الأرض، فكانوا الرجال الرجال، والبواسل الشجعان، وأولي البأس الشديد.

ها قد وضعت الحرب أوزارها، نتيجة صمودكم، وثباتكم، وصبركم، وبذلكم، وجودكم، فالحمد لله كله على سلامة من سلم منكم، والحمد لله على ما أخذ منا وما أعطى، والرحمة والمغفرة وعلو الدرجات لمن مضى في أقدس معركة، وأشرف حرب، استُش…هِدَ فيها القادة قبل أن يُستَش…هَد المقاتلون. فهنيئاً لهم هذه الخاتمة الشريفة، وهذا المقام الرفيع.

وهنيئاً لبيئتنا الصابرة المخلصة، هنيئاً لها هذا وقد قامت بدورها التاريخي الذي ستكون له نتائج باهرة ستبدأ بالظهور في الأيام القادمة.

نحن يا أخوتي لم ننتصر أخلاقياً وإنسانياً ووطنياً وقومياً وحسب، نحن انتصرنا بحق، انتصرنا حين حافظنا على بقائنا في هذا البلد بعد أن كان هدف العدو وعملائه تهجيرنا خارج وطننا الأحب الذي لا نرضى عنه بديلاً، وانتصرنا حين مَنَعنا الوحش من سحقنا وقد وضع ذلك هدفاً لحربه الظالمة، فما قدِرَ أن يَسحقنا، ولا أن يفككنا، وما أن يُهجِّرنا، وانتصرنا حين لم يستجب له أحد في وطننا بإحداث حرب أهلية هي غاية ما يتمناه.

صحيح أننا قدمنا أثمانا عالية، وبذلنا دماءً زاكية، قدَّمنا دماء سيدنا وكبيرنا والروح منا سماحة السيد المقدس وإخوانه الذين قدَّموا دماءهم فداءً لنا ولجميع اللبنانيين ولوطننا الحبيب لبنان، وهذا مبعث فخر لنا سيظل يسطع في حاضرنا ومستقبلنا في هذا البلد.
لقد بقينا هنا، وسنبقى شوكة في عيون الأعداء والحاقدين، وسيبقى لبنان الحُرُّ الأبَيُّ المُقاwوم، وستبقى رايتنا مرفوعة تخفق حتى يرث الصالحون الأرض كلها.

اليوم ستقام مجالس الانتصار عندنا، وستقام مجالس التسلية والتعزية في صالونات الذي راهنوا على سحقنا، وانتظروا من العدو أن يُنجِز لهم المَهمة، واليوم سيندم ويجب أن يندم الذين ابتعدوا عنا خوفاً، ونقلوا بواريدهم من كتفنا إلى كتف الآخرين طمعاً.
أما نحن فسنقرأ سورة النصر ونمضي إلى مرحلة جديدة نبني فيها ونعيد الإعمار ونبلسم الجراح، ونتابع المسيرة ونحفظ أمانة السعداء.

شكراً لله أولاً، وشكراً للسعداء، وشكرا للجرحى، والشكر كل الشكر للمجاه…دين، والشكر للبيئة الشريفة، والشكر لكل أخ وأخت ساعدوا مالياً من داخل بنان أو من خارجه.

والشكر لكل من احتضن المهاجرين، الشكر لأخوتنا أهل السنة على امتداد لبنان، شكرا لعلمائهم، وقادتهم وأفرادهم فردا فردا.

والشكر لإخوتنا الموحدين الدروز، شكرا لقادتهم، ومشايخهم وأفرادهم.

والشكر لأخوتنا المسيحيين على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم السياسية، الشكر لرجال دينهم، وكنائسهم، وقادتهم وكل فرد احتضن وأعان.

والشكر لاخوتنا العلويين قادة وعلماء وأفراداً
لكل هؤلاء جميل في رقبتنا لا ننساه، وكيف ننسى ونحن أهل الوفاء والصدق وعرفان الجميل.

ختاماً: وانتم تدخلون الضاحية والمدن والقرى، فلتصدح سياراتكم بدعاء ( لا إله إلا الله وحده… الذي أرسلته قبل هذه المقالة، ولترتفع أصوات الأذان والتكبير من مآذن المساجد، ولندعو للمجاه..دين، ولنسلم جميعاً على سعيدنا الأقدس ومن مضى معه ونقرأ لهم الفاتحة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فجر يوم الأربعاء الواقع في: 27/11/2024 الساعة (05:10)