لن تسقط للحق راية..!

كوثر العزاوي ||

أعزكم الله إخوتنا، أهلنا في لبنان

الصمود والتضحية، {وَلِلهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} المنافقون ٨.

عليكم من الله السلام بما صبرتم واحتسبتم وضحيتم، وكنتم أهلًا للثبات في سبيل الله، وإنّ النصر الذي تحقق اليوم، وإن ارتدى ثوب الحزن، بأفول قمر المقاومة وأمينها درة الجنوب البراقة، لكنه يبقى شاهدًا على صمودكم، وعلى نفوسكم الأبية الثائرة التي لم تعرف الانكسار رغم شدة الهزائز، وما عسانا ان نقول سوى “انا لله وانا اليه راجعون” وفي الحلق شجى وفي العين قذى والجرح لما يندمل.

أملنا بالله كبير أن يتوّج هذا النصر والعودة إلى دياركم بالفرحة الكبرى، بظهور القائد الأقدس والأمل لكل العالم، مولانا صاحب العصر والزمان “أرواحنا فداه” وذلك اليوم الأسعد، والنصر الأعظم. تحية إجلالٍ وإكبار لكل مقاوم رابطَ على الثغور،

لكل شهيد مضى متنكّبًا سلاحه في سوح المواجهة حتى قضى نحبه، لكل جريح أقعدَتهُ إصابته عن مواصلة القتال مرغَما، لكل أمّ شهيد أعطت درسًا لتعلّم الناس، بأن نهج زينب”عليها السلام” لن ينتهي، لكل زوجة وابنة واخت رفعت شعار، “مارأيت إلّا جميلا” وهي في إوج مصابها،

لكل أب وشيخ حافظ على عياله وعيال أبنائه الشهداء من الضياع، لكل من ترك بصمة حسينية زينبية على أرض الجنوب والبقاع والضاحية والنبطية، وكل بقعة أصابها وابل الاعداء بلا هوادة، وكل السلام والتحايا، إلى كل مَن خلف المجاهدين المرابطين في ديارهم، ومن تعهّد أهلهم وعيالهم، برعايته لحرمتهم،

ومن أعان بشيء من المال أو العتاد أو الدعاء، والتحايا موصولة، إلى كل من آوى ونصر وأحسن استقبال ضيوفهِ المهاجرين من ديارهم مرغَمين في ديار محور التمهيد.
غير أنّ الحكاية لم تنتهِ بعد، فقد آن أوان تضميد الجراح، ولملمة مابعثرته رياح الغدر والخيانة، حان وقت تظافر الجهود لإعادة بناء ماهدمته ترسانة العدو الغاصب، فنصركم هذا باهض الثمن، فساعدكم الله.

وسيبقى دعاؤنا لكم، وقلوبنا معكم، وأيدينا ممتدة إليكم، وستبقى راية الحق خفاقة بأيدي رجالها، ترهب عدو الله وعدوكم، حتى يتسلّمها صاحبها الأعظم عجل الله تعالى فرجه الشريف.

{وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللهِ ۚ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الانفال ١٠.

٢٤-جمادي الأول-١٤٤٦هجري
٢٧-تشرين الثاني-٢٠٢٤ميلادي