الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024
منذ أسبوعين
الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024

✍🏻 محمد حسن زيد ||


27 نوفمبر 2024

ظنوا أن حزب الله قد مات لكن هذا الجثمان ظل يوجه الضربات التي ازدادت قوتها يوما بعد يوم حتى اضطروا أن يوقفوا عدوانهم عليه وقالوا “وقف إطلاق نار”!
كان الحديث عن “شرق أوسط جديد” وعن “إجلاء شيعة لبنان إلى العراق” وعن انهيار حزب الله بعد تفخيخ 4000 قيادي بالبيجر وبعد اغتيال قادة الصف الأول بما في ذلك الأمين العام والقادة العسكريين والأمنيين وحتى الإعلاميين

لكن حديثهم اليوم عن “وقف إطلاق نار” بينما الحرب سجال وفشل غزوهم البري بخمس فرق عسكرية كاملة هو معجزة بما تحمله الكلمة من معنى..

حزب الله لم يتغير موقفه منذ الثامن من أكتوبر 2023 وهو لم يسعَ لحرب شاملة واقتصرت ضرباتُهُ على حرب استنزاف وتهجير لمستوطنات الشمال إسنادا لغزة، لكن إسرائيل هي التي وسعت عدوانها وأهدافها وطموحاتها ثم أعلنت فشل هذه العدوان وهذه الأهداف وهذه الطموحات على وقع صمود حزب الله الأسطوري أمام الغزو البري وضرباته التي ازدادت إيلاما للعدو يوما بعد يوم..

والآن مع وقف إطلاق النار ستعود الأمور كما كانت قبل تفخيخ البيجر ولن يتوقف حزب الله عن القيام بواجبه حسب استطاعته فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لكنه بحاجة لإعادة ترتيب صفوفه فما أصابه على المستوى القيادي لم يكن هيناً على الإطلاق إضافة الى ان قاعدته الشعبية نازحة بالكامل وهو حتى هذه اللحظة لم يدفن أمينه العام الشهيد حسن نصر الله.

والمصيبة الأعظم أن حزب الله لم يكن يواجه إسرائيل فقط أثناء محاولته إسناد غزة بل كان يواجه قطيعا من العرب والمسلمين بما في ذلك عقولا صدئة حاسدة مريضة أُشربت بالتعصب للمذهب لا ترى إلا السوء والظلام الحالك مهما فعل حزب الله وقدم.

كانت الطعنات التي تلقاها في الظهر أكبر من الطعنات التي تحداها من العدو.

الخونة الأنذال استغلوا حرص حزب الله على الوحدة وسمو أهدافه من الانتقام والمكاسب فاستمرأوا العمالة الفجة وتجاهلوا جميع ما يرتكبه العدو من جرائم وركزوا سهامهم على المقاومة بحثا عن عورات وإخفاقات مرددين الأكاذيب والترهات فأصبحوا بقلوبهم وألسنتهم جنودا مجندة للعدو، وهؤلاء المرضى مهما نعقوا بالحرص على مذهب لا معنى لحديثهم عن الإسلام، ومثل هؤلاء مهما تفلسفوا بحب الحياة فلا معنى لحديثهم عن سيادة ولا عن استقلال ولا عن حرية ولا عن كرامة..

هذا والله المستعان هو نعم المولى ونعم النصير