النصر والفتح المبين للمؤمنين..لا نامت اعين الجبناء..!
القاضي حسين محمد المهدي ||
ما لاريب فيه أن عزيمة الصبر تطفئ نار الشر، فالصبر على ماتكره يؤديك إلى ماتحبه وتشتهيه، ومَن أتم النصح الإشارة بالصلح.
فنصرة الحق شرف، ونصرة الباطل سرف، فما يؤدي إلى قضاء الفرض، وسلامة النفس والعرض والأرض فيه نصر عظيم وفتح مبين، حققه حزب الله على مرى ومسمع من العالمين، كما حققه الرسول الكريم.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصالح المشركين في الحديبية فكان فتحا مبينا، وجاء القرآن العظيم يبشر المسلمين والنبي الكريم بذلك الفتح العظيم،
وقد وافق نتنياهو على خروجه من لبنان دون أن يحقق أهدافه ذليلا، بفضل سطوة المجاهدين الأبطال، فكانت العزة واليد الطولى للمجاهدين في حزب الله، وجنوح حزب الله للسلم مؤقتا هو مما أرشد إليه القرآن العظيم باعتباره فتحا ونصرا للمؤمنين (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ).
فاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي رضخ له العدو الصهيوني أمام صمود حزب الله وبيئته الحاضنة وبطولاتها يعتبر انجازا مهما، وصفعة في وجه العدو الصهيوني ونتنياهو الذي وافق على وقف إطلاق النار ذليلا، وهو مصنف أمام العدالة والقضاء مجرم حرب ودولته، وفقا لقرارات مجلس الأمن دولة إحتلال.
لقد خسرت إسرائيل قوتها ومكانتها وصار العالم كله ينظر إليها باحتقار شديد،
فما وقف إطلاق النار بالنسبة لحزب الله إلا استراحة محارب، فعزة المسلمين تجعل منهم قوة لا تستكين.
فقد تحرر حزب الله من الذلة والخضوع لغير الله، وأظهر قوة تمكنه من إعداد القوة لإستئصال شأفة الصهاينة المفسدين (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)، فهم من صفوة المجتمع الإسلامي والانساني وخياره، بل أنهم وحماس من حواري هذه الأمة، فقد جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: “مامن نبي بعثه الله تعالى إلا كان له من أمته حواريون ياخذون بسنته يقتدون بأمره” فهؤلاء من حواريي هذه الأمة
فكثيرا مانقرا ونسمع عن عربدة الظالمين، ولكن عاقبتهم الهلاك، فصبر المؤمنين وثباتهم يعقبه النصر (وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَ عَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ). (قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّـهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ).
إن هؤلاء الأبطال هم الموعودون بالنصر والتمكين (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)
فقد أرسل الله محمدا بالهدى ودين الحق ليكون الدين غالبا، والإسلام ظاهرا (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ).
فالإسلام قادم لامحالة
إن على المسلمين أن يدركوا أن عناية الله بحزب الله وحماس جعلت منهم قوة تهزم الصهيونية العالمية في دولة الاحتلال وأمريكا وتمرغ بانوفهم التراب.
فعلى المسلمين في كل اقطار العالم أن يمدوا يد العون لهؤلاء المجاهدين وإن يعدو العدة لقيام حكم إسلامي وعد الله به يعم الأرض كلها، وتعيش البشرية كلها في ظله في آمن وأمان، وسعادة واطمئنان.
فليعدوا العدة مع أنصار الله في يمن الإيمان والحكمة للجهاد بالمال والنفس، وإيجاد وسائل القوة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)، “من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف”، “ومن جهز غازيا فقد غزى”.
فالنصر قادم بإذن الله
فالعزة لانصار الله وحزبه ولحماس وللمجاهدين في فلسطين واحرار الأمة الإسلامية، ولا نامت أعين الجبناء.