الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024
منذ أسبوعين
الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024

علي جاسب الموسوي ||


28\11/2024

تشهد جبهات ريفي حلب وإدلب تصعيدًا غير مسبوق تقوده التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها (جبهة النصرة)، بدعم مباشر من تركيا وأوكرانيا وجهات غربية توفر الدعم اللوجستي بلا مواربة. هذا التصعيد، الذي يتزامن مع العدوان الإسرائيلي المستمر، يكشف بوضوح التحالف العلني بين تلك الجهات والصهيونية العالمية. الهدف من العملية ليس فقط ضرب الجبهة السورية، بل هو محاولة مباشرة لتعطيل تدفق السلاح إلى المقاومة اللبنانية، وعلى رأسها حزب الله، عبر إشغال محور حلب الاستراتيجي.

قراءة في الأحداث الجارية

١/ الهجوم الإرهابي وأهدافة : يمثل الهجوم على الريف الغربي لحلب محاولة لضرب عقدة المواصلات التي تربط بين محور المقاومة الممتد من طهران إلى بيروت.
تراجع بعض النقاط على الأرض ليس إلا تكتيكًا مؤقتًا في مواجهة ضغط كبير، بينما المعركة الحقيقية هي معركة صمود استراتيجية لتحصين خط الإمداد العسكري والسياسي.

٣/ التدخلات الإقليمية والدولية : تركيا باتت تلعب دورًا علنيًا خبيثا كذراع للكيان الصهيوني عبر إدخال دبابات وقوافل دعم للتنظيمات الإرهابية.
الدعم الغربي والأوكراني يكشف أن الحرب في أوكرانيا لم تعد مجرد صراع إقليمي بل أداة لتعزيز هيمنة الناتو على المنطقة عبر الحروب بالوكالة.

٣/ دور الحلفاء ومحور المقاومة : الطيران الروسي نفذ أكثر من 120 غارة جوية لدك تحركات الإرهابيين.
المدفعية السورية تستمر في استهداف محاور العدو، بينما الحلفاء، وعلى رأسهم إيران، يدفعون بتعزيزات استراتيجية، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة لشل خطوط الإمداد.

٤/ رسائل التصعيد : هذا الهجوم يمثل امتدادًا لمحاولة دعم نتنياهو، الذي يعاني داخليًا وخارجيًا، عبر إشعال الجبهة السورية وخلق حالة استنزاف لمحور المقاومة.
العمالة، التي كانت تُمارس في الخفاء، أصبحت اليوم علنية بلا خجل، ما يؤكد أن مشروع التطبيع لم يعد سياسيًا فقط، بل تحول إلى تعاون عسكري وأمني لضرب محور المقاومة.

الاستشراف المستقبلي لهذا التصعيد، على الرغم من شدته، لن يغير قواعد الاشتباك في محور المقاومة .. لقد أثبتت التجارب السابقة أن الاستنزاف يقود إلى تعزيز خبرات المقاومة وقدراتها .. الرد الروسي والإيراني والسوري سيُسهم في إحباط هذه المحاولة التي، وإن بدت واسعة النطاق، تظل مجرد فصل من فصول الحرب الممتدة مع الكيان الصهيوني وأذرعه الإقليمية.

المقاومة اليوم أكثر وعيًا واستعدادًا، والمعركة لن تنتهي إلا بإعادة رسم خارطة المنطقة على أسس جديدة تُنهي هيمنة المحاور العميلة وتُرسخ إرادة الشعوب المستقلة.