الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024

‏ما هي علامات انتصار حزب الله؟

منذ أسبوعين
الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024

احمد عبد السادة ||

بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وعند النظر بتجرد وموضوعية للنتائج التي تمخضت عنها “معركة الوجود” بين أبطال حـزـب الله والعــــدو الإسرائيلي ومن خلفه العدو الأمريكي بالطبع، نرى أن الحزب حقق انتصاراً لافتاً وكبيراً في هذه الجولة من “الحرب المستمرة الطويلة” ضد هذين العدوين، استناداً لما يلي:

أولاً: قام حــzــــب الله، طوال فترة المواجهة العسكرية، بمنع العـ.ـدو الإسرائيلي من تحقيق جميع أهدافه التي أعلن عنها، وفي مقدمتها تدمير كل قدرات حــzــــب الله، وإرجاع الحزب خلف نهر الليطاني، وإعادة المستوطنين إلى مستوطنات الشمال الفلــســ.ــطيني المحتل التي كانت تحت السيطرة النارية لحــzــــب الله لأكثر من سنة، وحسب السياقات العسكرية فإن الخاسر في المواجهة هو الطرف الذي يفشل بتحقيق أهدافه وهو العــ.ــدو الإسرائيلي.

ثانياً: أثبت الحزب قدرته الفائقة ليس على الصمود فقط، بل أثبت أيضاً قدرته على الاستمرار بمهاجمة عمق الكــ.ــيان الإسرائيلي بالصواريخ والطائرات المسيّرة بشكل يومي، فضلاً عن مهاجمة الدبابات والجنود الصــ.ــــهاينة المتسللين إلى قرى وبلدات الجنوب اللبناني، عبر الكمائن تارةً، وعبر المواجهة المباشرة تارةً أخرى، وعبر القصف الدقيق لمواقع تجمعاتهم تارةً ثالثة.

ثالثاً: تمكن الحزب من إرباك وزعزعة الداخل الإسرائيلي عبر استمراره بقــ.ــصف تل أبيب وحيفا بهدف تحويلهما إلى منطقتين شبيهتين بالمستوطنات المهجورة في الشمال، الأمر الذي شكّل ضغطاً على نتنياهو وأجبره على الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار تحت سقف شروط المقــ.ــاومة.

رابعاً: تمكن الحزب من استنزاف جيش الاحـ.ـتلال الإسرائيلي على جميع الأصعدة، لدرجة أن نتنياهو اعترف في “خطاب الاستسلام” بأن أحد أسباب وقف إطلاق النار هو وجود نقص كبير في السلاح والعتاد في مخازن الجيش الإسرائيلي، كما أقر بوجود تأخير كبير بتزويد الجيش الإسرائيلي بالسلاح والذخيرة.

خامساً: استمر الحزب بإطلاق الصليات الصـــ.ـــاروخية باتجاه تل أبيب ومستوطنات الشمال طوال الليلة التي سبقت وقف إطلاق النار، بل قام بإطلاق صلية صـــ.ــاروخية باتجاه مستوطنة “ايفن مناحم” قبل ساعتين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من فجر اليوم (الأربعاء) بتوقيت بيروت، الأمر الذي يؤكد بأن أبطال الحزب هم “أصحاب الطلقة الأخيرة” كما وصفهم سيد شهداء المقــ.ــاومة السيد حـــ.ـسن نصـــ.ـــ.ر الله.

سادساً: بعض المتــ.ــصهينين والمهزومين نفسياً يروجون لفكرة أن استشهاد السيد حـــ.ـسن نصــ.ــــ.ر الله يمثل هزيمة لحــzــــب الله، وهؤلاء بالطبع يجهلون ثقافة وأدبيات الحزب وكل حركات المقــ.ــاومة التي تؤمن بأن الاستشهاد أعلى درجات النصر والفخر، وبأن القائد الشهيد هو أكثر تأثيراً وإلهاماً من القائد الحي كما حصل في حالة الإمام الحسين (ع)،

وهو أمر عبّر عنه شهيدنا العظيم السيد حـــ.ـسن نصــ.ــــ.ر الله قبل استشهاده حين قال: “نحن لا نُهزم. عندما ننتصر ننتصر.. وعندما نُستشهد ننتصر”.
وبالنهاية، رغم مرارة الفقدان، يمكن القول بأنه لا يمكن أن توجد خاتمة عظيمة لقائد تاريخي عظيم مثل السيد حـــ.ـسن أفضل من خاتمة الشهادة.