كيف تَـكَـوّن نـــور زهير (كَـوّن نفسه)؟!
إياد الإمارة||
نور زهير -الولد بصراوي بس عينه ما مكحلة- من عشيرة “دينية عريقة” أنا أعرفه شخصياً معرفة دقيقة جداً ..
لم يكن تاجراً ..
وليس وارثاً ..
وليس من حملة الشهادات ..
وبصراحة الولد ليس ذكياً ..
وأُسرته من ذوي الدخول المتوسطة ..
نسيتُ نور زهير سنوات طويلة لأنه ليس صديقاً مُـقرباً ..
ليس شخصاً مميزاً ليبقى عالقاً في ذاكرتي ..
وفي بغداد “مدينة الرشيد و العجائب” قال لي أحدهم: هناك تاجر “بصراوي” نافذ جداً، شاب وسيم، “أگرع”، فهل تعرفه؟
الأُستاذ نور زهير!
قلت له: لا.
لأنني لم أتوقع بنور زهير أن يصل إلى هذا المستوى من المال والنفوذ وإن كانت بغداد وإن كان العراق وإن كان نظامنا السياسي هو النظام الحالي ..
لم أعرف بنور أنه نور زهير إلا بعد فضيحته عبر وسائل الإعلام ..
لم أندهش فهذا العراق ..
وهؤلاء هم أغلب تجار العراق “المعاصَرين” فزمن شاه بندر التجار صار تاريخاً منذ العام (١٩٥٨) وجاء مَـن هب ودب وخب ليدعي بإنه تاجر وقد ولد وفي فمه ملعقة من ذهب!
في وقت لم يعرف هو وأسلافه ما هي الملعقة ولم يأكل بها من قبل قط!
دعنا من تاريخ نور زهير وماضيه وما له في تلك الفترة وما عليه فيها، هذا ليس مهماً، لنتحدث عن نور زهير الفضيحة التي هي فضيحة نظام سياسي بأكمله بأن إستطاع شاب متواضع التفكير من السيطرة عليه ووضعه تحت أبطه ليُـقال إن شاباً تأبط العراق “وبلا حماوة وطنية” ..
ودعنا من الطريقة والطريق الذي سلكه هذا “البصراوي الذي ينتمي إلى عشيرة دينية” للوصول للمال والسلطة وأشياء أُخرى في هذا البلد قد لا نتصورها!
لنتحدث عن مَـن كانت تصله هدايا نور زهير الرخيصة ..
وهؤلاء مَـن نتصورهم ومَـن لا نتصورهم ..
عن هؤلاء الذين يأمرهم نور زهير فيطيعوه وإلى يومنا هذا ..
ويسمون أنفسهم قادة ويتحدثون عن التاريخ والجهاد والأُسرة والإنتماء!
نور زهير بتفكيره البسيط جداً وضع كل هؤلاء تحت إبطه ..
بنظارة ..
بقلم ..
ببراندات مزورة!
“حتى البراندات مالته مزورة”
بهدايا متواضعة جداً إذا ما قيست بالمكاسب التي حصل عليها ..
وبذلك أصبح نور زهير هو النظام السياسي!
أصبح الكثير يزحف نحو نور زهير ليستجدي منه طريقه للفساد!
نور زهير يُـحرك أجهزة حساسة في الدولة العراقية بالـ “الطرق الحساسة” ..
حتى أُطيح به ..
لكن السؤال الأهم هو: هل أُطيح بنور زهير فعلاً؟
هل سيُـنفذ الحكم بنور زهير؟
هل سيُـنفذ الحكم بنظام كامل أو “منظومة” كاملة؟
إطلاقاً لن يُـنفذ.
تصوري إن نور زهير سيعود ذات يوم ليس بعيداً وسيقول: بأنه كان مضطهداً سياسياً، ويُـرشح للإنتخابات ويفوز ويحظى بمناصب رفيعة، وسيُـطارد النائب الشجاع مصطفى سند مطاردة شرسة.
وأنا سأكون خارج العراق، أعود من حيث أتيت ولكن لن أكون معارضاً لكي يُـبدل نور زهير بعد مدة بمَـن هو أسوء منه بكثير.
٢٩ تشرين الثاني ٢٠٢٤
تابعونا على قناة التلگرام الخاصة
https://t.me/kitabatsbeed