الصهاينة يعترفون بهزيمتهم والمتصهين يعترض..!
إنتصار الماهود ||
صرح نائب رئيس الشاباك يسرائيل جاسون، لأحد القنوات الصهيونية بأن العمليات العسكرية لم تحدث أي تغيير إستراتيجي في جنوب لبنان، رغم الحرب المباشرة وإغتيال قيادات الحزب من الصف الأول والثاني وعمليات البيجر، التي راح ضحيتها المئات بين جريح و شهيد، لا بل أن هذا زادهم إصرار وشراسة وقوة ولا يزال الحزب متجددا ولم يتم تقويضه.
هذا إعتراف صريح بالهزيمة من قبل قيادات رفيعة المستوى في الكيان الصهيوني، وبأن المنطقة لازالت بيد اللاعب اللبناني يتحكم بها لوحده ولم تؤدي العمليات العسكرية الإسرائيلية لردع حقيقي للحزب، بل أن المنطقة أصبحت فعليا بيد لبنان وتحول غلاف غزة لغلاف حزب الله، كما روجت له وسائل إعلام الكيان، رغم تصريحات الكيان،
بأن الدمار الذي تعرض له لبنان خاصة مناطق، (الجنوب والبقاع والضاحية)، يفوق حجم الدمار في حرب تموز عام 2006، مرت سنة على المواجهات العسكرية و شهرين من الحرب المباشرة بين الطرفين، والتي تركت أكثر من 3800 شهيد و 15 ألف جريح وأكثر من 1.4 مليون نازح، وبنى تحتية وأحياء مدمرة أصبحت غير صالحة للسكن،
والمفروض أن لبنان تكون هي الطرف الذي يطلب الهدنة، لكن ما حدث كان معاكسا للمتوقع أو كما هم يتوقعون، وليس كما نتوقع نحن ونثق بحزب الله وتحركاته، فالكيان هو من طالب بوقف إطلاق النار وبوساطة أمريكية وفرنسية، وتم إعلان وقف إطلاق النار بعد 60 يوما من المواجهة الشرسة بين الحزب والكيان، تعهدت أمريكا بتنفيذ 6 بنود من إتفاقية وقف إطلاق النار.
إن أهم الأسباب التي دفعت إسرائيل لطلب الهدنة، ولو مؤقتا هو تقويض جبهتها الداخلية من صراعات بين اليمين المتطرف الحاكم واليسار المعارض، والتهديد الداخلي لسلطة النتن ياهو والتي شهدت إنقسامات كذلك في المواقف بين مؤيد للهدنة ومعارض لها والتخوف من ضربات حزب الله التي وصلت للعمق الصهيوني في تل أبيب
ومن أجل لملمة الشتات وإعادة تسليح الجيش ومعرفة نقاط الضعف التي أدت الى إنهزامه أمام ضربات حزب الله والتي وصلت لضرب الكيان ب 350 صاروخ في يوم واحد فقط، تخيل أن أقوى جيش في المنطقة والمدعوم أمريكيا يطلب الهدنة.
لقد دخلت إتفاقية الهدنة فعليا حيز التنفيذ في فجر يوم الأربعاء الماضي ال 27 من شهر نوفمبر الحالي وبمجرد إعلانها باشرت العوائل اللبنانية بالعودة لمنازلها وهي ترفع رايات حزب الله فرحين بالعودة رغم الخراب الذي حل بمنازلهم، لقد كشف الشعب اللبناني خلال هذه المعركة عن عقائديته القوية وثقته المطلقة وإيمانه بما يقوم به حزب الله من دور في هذه المعركة وهو يسانده مهما كانت النتائج ولأبعد الحدود التي تتخيلها.
نحن لا نستغرب مواقف المواطنين في لبنان لكننا نستغرب مواقف المتصهينين من العرب والعراقيين الذين يشككون بكل ما تقوم به المقاومة وصل بهم الأمر لوصف الهدنة بإتفاقية إستسلام وخضوع من قبل الحزب للكيان وأن ما حدث ليس نصرا حقيقيا وهم بذلك فاقوا المنظمة الصهيونية العالمية عقائدية ولاءً للكيان وأصبحت منصاتهم أبواقا لتأليب الرأي العام ضد المقاومة وقياداتها.
لو إفترضنا أن لبنان هي من طلبت وقف إطلاق النار أوليس من المفترض أن طرفا مثل الصين أو روسيا يكون هو الطرف الضامن لمثل هذه الصفقة وليست أمريكا وفرنسا؟!، ولو كان الكيان هو صاحب القرار والهدنة تمت بشروطه لم لايزال أكثر من 200 ألف من سكان الشمال المحتل لم يعودوا لمنازلهم خائفين من بطش ضربات حزب الله التي دكت عمق كيانهم على العكس من سكان الجنوب اللبناني والذين لم ينتظروا حتى الجرافات الحكومية لتزيل الأنقاض من مناطقهم التي تعرضت للقصف بل عادوا أول إعلان الهدنة.
وفي الختام إن وقف أطلاق النار الذي حدث وصفه محللون وقيادات سياسية وعسكرية إسرائيلية بانه إتفاق إستسلام وخضوع لحزب الله ولايزال متصهينونا يشكلون على حزب الله والمقاومة مواقفها ويجلدون بهم وبأنفسهم ليل نهار وينتقصون أقل فعل أو رد فعل يصدر من المقاومة،
لقد كشفت لنا حرب غزة عن زياد كبيرة في الجالية الصهيونية في دولنا العربية و عراقنا، ولا حاجة لتحليل الحمض النووي DNA لمعرفتهم فتصرفاتهم واضحة وضوح الشمس وهم من جماعة ( خلونا نعيش، وإحنا شعلينا، والموضوع مو يمنا و للقدس رب يحميه) لانعرف متى ستتوقف هذه الأبواق عن التطبيل للكيان.